منذ نعومة أظفارنا ونحن نغرس الأشجار في الأراضي الجبليّة الوعرة وعلى جوانب الطرقات وفي الأراضي المحيطة بالمدن والبلدات ولم تبقَ شريحة من المجتمع إلا وشاركت في حملات التّشجير خلال عشرات السنين الماضية .
ومن لم يشارك في هذه العمليّة لم يذق طعم السعادة الغامرة التي كنا نشعر بها ونحن نساعد أرضنا على أن تلبس الغطاء الأخضر في الأراضي الجرداء والبعيدة عن النشاط السكّاني ،والسّعادة الكبيرة كانت عندما كبرنا وتكبر هذه الشجيرات معنا ونحزن على ذبول بعضها أو يباسها ولكن لفترة قصيرة حيث كان ترميم هذه الأشجار وغرس بدائلها يغرس في نفوسنا الرضا والطمأنينة حيث أن الجهات المعنيّة لا تبخل في العناية بهذه الثروة الوطنيّة الهامّة.
ولكن فرحتنا لم تكتمل في أشهر الصيف الحارّة من كلّ عام حيث تندلع الحرائق في هذه الغابات وحرقة القلب تكوينا كلّما شبّ حريق في غابة أو أرض زراعيّة من ربوع وطننا الحبيب وعلى الأجيال المتعاقبة الحفاظ على ما ورّثته لهم الأجيال السابقة وصون الأمانة بأخذ الحيطة وإيجاد السبل الملائمة لوقاية الغابات والمزروعات والمحميات الطبيعيّة من خطر الحرائق التي تأكل الأخضر واليابس في طريقها.
منذر سعده