ربّما يكون يوم الذهاب إلى المدرسة لأوّل مرّة في غالب الأحيان هو اليوم المفصليّ في حياة أي إنسان لأنه يبدأ طريقه لأوّل مرّة في حياته بعيداّ عن ملازمة الأهل ويبدأ في تكوين علاقاته مع رفاقه والقيام بواجباته المطلوبة بالتعاون والمساعدة مع أفراد جدد في مسيرته الإنسانيّة.
وفي السنوات اللاحقة تكون أفراح العودة إلى المدرسة كبيرة بعد انقضاء العطلة والالتقاء بالأقران والزملاء بعد انقطاع ، وتبدأ المشاريع الطموحة بتعميق العلاقات مع البعض لأنهم أثبتوا حسن الرفقة وصدق المعاملة منذ السنة الفائتة وكذلك تحضر مشاعر أخذ الحذر والحيطة من بعض رفاق السوء كما يتخيّل للبعض لأنهم لم يوفقوا في الإقناع بصداقتهم لأسباب ساذجة مثل تصرّف مزعج أو مضايقة صغيرة خلال العام الماضي.
ومهما تكن ظروف العودة إلى المدرسة وسنوات الدراسة حلوها ومرّها من أجمل المراحل في حياة الإنسان وتبقى الذاكرة زاخرة بالأحداث الرّائعة التي لا تنسى ويستذكرها الإنسان بكل شغف وشوق لتلك المحطّات الهامّة التي صقلت شخصيّته ونهل الكثير من المعارف العلميّة والاجتماعيّة في حياته المدرسيّة التي وبدون أدنى شك تبقى مدماكاً أساسيّاً في حياته الشخصيّة إلى آخر العمر.
منذر سعده