بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا ً باهظا ً ، تشهد اليوم الأسواق ارتفاعا ً لاحقا ً بسعر اللحوم البيضاء والبيض والتي كان يعتمد عليها المواطن اعتمادا ً كبيرا ً في غذائه اليومي واستعاض بها عن اللحوم الحمراء ,ولكن السؤال الذي يفرض نفسه : إن تركنا أكل الفروج والبيض هل نستطيع مقاطعة كل السلع التي طالها الغلاء أيضا ً ونال من الضروريات والكماليات معا ً لنتبع خطوات المثل القائل ” المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء ” في زمن بات فيه المواطن يخاف أن يشبع فلا يبقي شيئا ً ليوم آخر ، ويخاف أن يبرد وقد قل المازوت والكساء لديه، ويخاف أن يمرض وقد فقد دواؤه ، وارتفع أضعافا ً مضاعفة، يخاف إجراء عملية ما فأجرة المشفى تكوي الجيوب ، يخاف شدة حر الصيف لأن لاوسائل مجدية تخفف حرارة الجسم في ظل انقطاع الكهرباء والماء المتكرر لساعات طويلة ..
نحن المستهلكين ذوي الدخل المحدود من أكثر الفئات تضررا ً من غلاء الأسعار ، ولذلك نسمع النداءات المتكررة من المستهلكين لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك للعمل على ضبط الأسعار ولكن لاحياة لمن تنادي ، فئة التجار تضخمت وتسرطنت نفوسهم فأصبحوا كالغول الذي يحاول ما أمكن نهش لحم المستهلك وخصوصا ً عند سماع أية أخبار عن أية زيادة غير محتملة في الرواتب، لتبقى نشرة التموين في واد والأسعار تسبح في واد آخر، والإجراءات ” تيتي تيتي متل مارحت متل ماجيت “
ومن المعروف أن أسعار اللحوم البيضاء والبيض ترتفع بين التاجر والبائع في الأسواق وليس من مربي الدواجن لذلك نشهد تفاوتا ً في الأسعار بين المحال في السوق الواحد ويعزون ذلك إلى ارتفاع ثمن العلف المستورد من الخارج والكهرباء والفحم الحجري والمازوت وأزمة البنزين ، وصعوبة الحصول على الصوص جعلت من هذه المهنة مغامرة تنتج خسائر مؤكدة للمربي.. يضطر من خلالها أن يبتعد عن تربية الدواجن ويغلق منشأته ، ومؤخرا ً انتشر فروج مجهول المنشأ والصلاحية تحضر منه الوجبات الجاهزة ، لذلك يعزف المواطن عن شرائه ويفضل إن أمكنه ذلك الاعتماد على الفروج المحلي كونه آمنا ً على الصحة العامة..
عفاف حلاس