لكل مجتمع من المجتمعات قيم وسلوكيات تبدأ من الفرد مرورا بالأسرة إلى المجتمع ويتم اصطفاء تلك القيم والسلوكيات بعد ثبات فعاليتها عبر الزمن ونحن في سورية لدينا قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تشكل الناظم الأساسي للمجتمع السوري على اختلاف المناطق والبيئات الاجتماعية تلك القيم المستندة إلى الشعور الوطني الجياش الذي تتربى عليه الأجيال بأننا أفراد عائلة واحدة هي العائلة السورية الكبيرة فأينما ذهبت تجد الترحيب وكرم الضيافة وهذه من أبجديات ما يتعلمه المرء من أهله لأنها من مكونات القاموس الأخلاقي لدى المواطن السوري وهذا يندرج في سياق مرتكزات البناء الأخلاقي العام والذي هو تحصيل حاصل فقد جاء في القرآن الكريم (وإنك لعلى خلق كريم) 0 كما جاء على لسان الرسول محمد (ص) قوله : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وهذا يؤكد أننا كشعب وكأمة كانت الأخلاق سمة مميزة لما نشأنا عليه وهي كما أسلفنا أهم دعامات بقاء المجتمعات والدول واستمرارها من هنا نجد أن التهديم الذي هو بعكس البناء لا يتم إلا بضرب القيم وإيجاد سلوكيات بديلة لها فكانت المؤامرة الكبيرة على وطننا الغالي سورية التي وضع المخططون لها نصب أعينهم تهديم قيمنا وإيجاد قيم بديلة لها تخدم نجاح مشروعهم التآمري لأن سورية وشعبها الحي هم حماة الأمة الحقيقيين فلو عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن هذا الكلام دقيق مئة بالمئة فهولاكو وتيمورلنك هزما عند أسوار دمشق رغم أنهما انتصرا في كل معاركهما يقول في ذلك الشاعر محمد مهدي الجواهري ؛
تيمور خف وهولاكو وقد سحقا
كل الدنى وعلى أسوارها انسحقا
كما أن حطين شاهدة على نصاعة تاريخنا عندما انتصرنا على الصليبيين وكذلك حرب تشرين التحريرية ما زالت وقائعها في ذاكرتنا وانتصار المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني أيضا في عام / 2006 بدعم من سورية والآن ما زلنا نعيش أحداث أعظم انتصار عرفه التاريخ وهو انتصارنا على المؤامرة التي شاركت فيها كل قوى الشر في العالم تتصدرها أمريكا والعدو الصهيوني ومن يسير بفلكهما من الدول الغربية والإقليمية والعربية .
ما نحتاجه اليوم هو إعادة كتابة التاريخ بما يجسد انتصارات شعبنا وتمجيد شهدائنا بالقدر الذي يستحقون فالتاريخ الحديث برمته هو صناعة سورية صنعها أبطال جيشنا وصمود شعبنا بقيادة حكيمة ,كما أننا بحاجة إلى تجذير القيم التي كانت عمود الانتصارومرتكزه الأساسي وذلك من خلال تربية وطنية متدرجة وكأنها بناء هرمي نضيف عليه مدماكا جديدا في كل مرحلة من مراحل التعليم وذلك بعد أن رأينا بأم العين قيما جديدة جاءت مع المؤامرة كالقتل والتدمير والتخريب وإستباحة المحرمات مستندين في ذلك إلى تفسيرات خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان وهي قيم هدامة بالمطلق والنقطة الهامة التي لا بد من الإشارة إليها هو أن نكون القدوة الحسنة للأجيال القادمة بالقول وبالفعل ليظل وطننا كما كان وسيبقى قلعة حصينة في وجه الأعداء.
شلاش الضاهر