تبدأ الكاتبة أوجيني رزق روايتها” شوارع الياسمين ” مارثا” دون تمهيد ، بعبارات تقريرية ، وكأنها تفترض إن القارئ على علم بالكثير مما ستقوله وهذه تقنية روائية ذكية تجعل القارىء يشعر انه من أهل الرواية .
تبدأ الرواية بهذه الكلمات :
( أحلام البنات بالسفر والمغامرة لانهاية لها لطالما كان هاجس مارثا أن تكمل دراستها في دمشق الياسمين . كانت تحلم بها كثيرا ..الخ )
الرواية ، إذا ، عن مارثا البطلة وعن مازن البطل وهكذا نقرأ عنواناً فرعياً هو مارثا
للرواية جانبان : وطني واجتماعي
فالجانب الوطني في الرواية يبدأ من العنوان ” شوارع الياسمين ” والياسمين رمز دمشق ، عاصمة سورية . وهي قلب العروبة ورمز الجمال وهي التاريخ والأصالة والحب والوطنية هذا ما معناه أن دمشق أي سورية تظلل أبناءها جميعاً .
في الجانب الاجتماعي تندرج الرواية تحت عنوان ” الرواية الاجتماعية الواقعية التي تتماهى مع الرومانسية في أحداثها ومقاطعها الوصفية للأمكنة وللأشخاص وفي صفحتها الثالثة والأربعين نقرأ:
( الآن هما يتوحدان في إرادة العشق تعرفت مارثا إلى مازن ..لايترك لأي انثى لأن تفكر بسواه اختطف مازن حواسها سريعاً وسلب تفكيرها ونظراتها ..)
مازن من أسرة مسلمة ومارثا من أسرة مسيحية ..!!
تفشل بداية مارثا في الزواج من مازن . تتزوج ابن خالتها بناءً على رغبة أبيها وهو على فراش الموت . ثم يحصل الطلاق … وتبتعد عن مازن أحد عشر عاماً لأنه يدرس ويقيم في فرنسا ويتزوج ” نيكول ” الفرنسية وله منها ابنة . يأتي مازن إلى سورية بزيارة يلتقي أصدقاءه القدامى : يتزوج” مارثا” ويبتعد عن نيكول وابنته اللتين عادتا إلى فرنسا .. بعد شهر من تحقيق الحلم تموت مارثا بمرض السرطان .
المهم أن الروائية أوجيني أرادت القول إن الثقافة صنو الحضارة وأن بعض الأهل لا يرون مانعاً من تزويج بناتهم بغض النظر عن الاختلاف في الدين .
لغة الرواية سهلة ، جميلة ، موحية ، وممتعة . واللغة هي جواز السفر للأديب .. وهكذا تدخل ” أوجيني رزق” جمهورية الآداب العربية لأنها تمتلك الرؤى واللغة وتسجل اسمها بجدارة على جدار الرواية ويضاف اسمها إلى أسماء قليلة في سجل الرواية في حمص .
عيسى إسماعيل