جاء في التاريخ الذي نشره المحامي السوري فائز الغصين ( 1883-1968 ) والذي شهد أحداثه مشاهد من مذابح الأرمن والبروتستانت والسريان والكلدان هي فصول يشيب لها الولدان من فظائع الجرائم التي ارتكبها العثمانيون في أثناء الحرب العالمية الأولى وبالأخص عامي (1915-1916) ونقرأ :” توقفت القافلة المؤلفة من الجمال والحمير .. وفيها نساء وأطفال وقليل من الرجال – لأن الرجال قتلوا على يد العثماني .. ولدى توقفها قرب حلب آتيه من الشمال , طلب قائد الدورية العثماني من اثنين من عناصره ,وكانا عربيين سوريين يخدمان الإلزامية في الجيش العثماني ,أن يتأكدا من الرجال القلة فإذا ما تثبت أنهم أرمن أو نحو ذلك .. فلابد من قتلهم …, وانتقاء النسوة الأكثر جمالاً للاحتفاظ بهن ثم البحث في مصيرهن!!
واستيقظت النخوة والضمير والإنسانية لدى العنصرين المكلفين بالأمر .. فعادا ليقولا للتركي ” لايوجد بينهم أرمن والنساء ليسوا جميلات بل عجائز .. وجرت مشادة بينهما وبين التركي اللعين فأطلق أحدهما النار عليه .. وهربا مع القافلة تحت جنح الليل …!!”
أكثر من مليوني أرمني قتلوا .. بدم بارد من قبل الأتراك .. خلال العامين المذكورين وعدد الذين هجروا أكثر بكثير .. والأتراك يفخرون بذلك إلى اليوم في حين أكثر دول العالم تدين هذه المجزرة الأفظع في التاريخ ..
لم نستغرب ولن نستغرب أو نندهش عندما نسمع أن تركيا اردوغان الذي يفخر بتاريخ أجداده الخلفاء والولاة الحافل بالجرائم قد أضافت جرائم جديدة لسجلها .. وقطع المياه عن الحسكة إحدى الجرائم الجديدة التي يتحفنا بها هذا العثماني الطوراني المجرم وحزبه وعصابته .
اردوغان لا يشكل خطراً على سورية فحسب بل على العرب والجوار .. هو يريد ( تركيا الكبرى) كما يقول بعض أفراد حاشيته في الإعلام , أي حلب وادلب والموصل وأرمينيا وقبرص .. وهو أرسل جنوده ومرتزقته إلى ليبيا والسودان وقطر ويحتل شريطاً في الشمال السوري إضافة إلى احتلاله لواء اسكندرون والجزيرة العليا ( كيليكيا ) .
الحديث عن التوسع الصهيوني يستدعي الحديث عن العدوان والتوسع التركي … أغلب دول العالم الضالعة في الإرهاب والعدوان على سورية تدعم أردوغان وتشجعه .. بعض العرب نائمين أو متآمرين معهم , الأمم المتحدة تأتمر بأوامر البيت الأبيض عالم تحول إلى غابة ذئاب وحدهم الشرفاء والمقاومون السوريون المقاومون اللبنانيون وإيران وروسيا وبعض البلدان الأخرى تقف مع الحق .. بوجه أطماع الصهاينة وأطماع أردوغان …”
أين بقية العرب ؟!! إن كانوا لايدركون خطر المخطط الأردوغاني فتلك مصيبة , وإن كانوا يدركون ويسكتون فتلك مصيبة أكبر .. وإن كانوا يشجعونه ويدعمونه فتلك كارثة ما بعدها كارثة …وليتذكروا أن من يأكل الثور الأبيض يأكل الثور الأسود ..!! لكن محور المقاومة بالمرصاد ..
عيسى إسماعيل