يعد افتتاح المدارس في موعدها خطوة جيدة لكنها كانت من أكثر المواضيع جدلاً بين الأسر السورية فالبعض كان مؤيداً فكرة افتتاح المدارس والبعض الآخر كان معارضاً معارضة تامة خوفاً من انتقال وباء كورونا من الطلاب الصغار إلى الأهالي ، وهذه الآراء المعارضة ولدت سخطاً ونفوراً لدى الطلاب على المدرسة وشجعهم على الهرب منها ليتسكعون في الطرقات أثناء ساعات الدرس ، ويرتادون منتديات الانترنت إضافة إلى صعودهم الباصات والسرافيس المكتظة دون إتباع شرط التباعد المكاني أو ارتداء الكمامات في الوقت الذي من المفروض أن يكونوا داخل المدرسة بعد انقطاع دام لمدة ستة أشهر تقريباً وضاع عليهم ماضاع من الفاقد التعليمي الذي يحاول فيه المدرسون تعويض الفاقد وتقوم إدارة المدارس مشكورين بتأمين الكمامات ومواد التعقيم والصابون خاصة في المدن، لكن في نفس الوقت يشتكي بعض أهالي الطلاب في القرى من افتقاد هذه المواد وعدم التقيد بالكمامة .
لذلك لابد من اتصال دائم بين المدرسين والإدارة مع أولياء التلاميذ المتسربين وعقد مجالس للآباء تضم معظم المدرسين ليحدث تبادل في وجهات النظر حول طرق الوقاية من الوباء والنظافة الشخصية للطفل والمساعدة في تعقيم المدرسة والصفوف والمقاعد والحمامات بشكل جيد ومن ثم إلزام الطالب وأن توقع عقوبة بعد ذلك ضد كل رب أسرة يهمل في إرسال أولاده إلى المدرسة لأن مدة الوباء قد تطول لسنوات مما يحفز في خلق جيل أمي فوضوي خاصة بالنسبة للأسر محدودة الدخل والفقيرة والتي ليس لديها القدرة في تخصيص مبالغ للدروس الخصوصية أو للمعاهد الخاصة فلا مفر من مكافحة ظاهرة التغيب مع وجوب إيجاد موجهين مدربين تدريبا خاصاً يجعلهم أهلاً لتقييم سلوكيات الطلاب ومعاملتهم على الوجه اللائق بهم والمتفق مع المقتضيات التربوية والصحية ليعود ذلك بالثمار الطيبة على الطلاب والأهل وعلى الوطن بشكل عام .
عفاف حلاس