أن يغصَّ المكان بالحضور ،فهذا يعني أنك في قاعة الدكتور سامي الدروبي وأن ترى الوجوه الشابة تتلألأ في سماء الأدب فهذا يعني انك في حضرة روائية بقلم وألم نبيلين ،لقد اجتمعت ألوان الطيف السوري وجاءت لتحتفل بعمادة المولود الأول للأديبة أوجيني رزق ،بدأ حفل توقيع روايتها الأولى “شوارع الياسمين ،مارثاً ” بورقة عمل تقدم بها الأديب والروائي غانم بو حمود ،استهلها بتساؤل أزلي عن شعور الإنسان بالأنس والأمان وهو بصحبة الكتاب ،خاصة وأن الروائية أو جيني رزق تكتب لأنها رأت فكرة في عقلها تمور ، وبحاجة أن تبوح بها على الورق ،وليس لأنها رأت ورقاً أبيض فالروائية رزق كانت قلقة مخافة فشل التجربة هذا ما أوضحه الأديب غانم بو حمود “تابع قائلاً :”رأيت في عزمها على التجريب والمجازفة مقولة (إن الإنسان لا يدخل الجنة دون موت ) والكتّاب مستهدفون كما قال الجاحظ :”من وضع كتاباً فقد استهدف ،فإذا أحسن فقد استعطف وإن أساء فقد استقذف “وختم بالمقولة الشهيرة “الكتب بساتين العلماء “
و”بيت بلا كتب كجسر بلا روح “ختم بأن الكاتبة رزق تكتب بعين العقل لا بعين الوجه
القاص عيسى إسماعيل والشاعرة خديجة الحسن قدما تلخيصاً مقتضباً عن أحداث الرواية وتنامي الشخصيات فيها وبينا أن الرواية تناقش موضوع الزواج بين الأطياف السورية كافة وتدعو إلى الزواج بدافع الحب وليس لأي اعتبار آخر .واقتصرت مشاركة الشاعرة فاطمة الحسن في حفل التوقيع بمجموعة من الآراء الانطباعية الأولية حول الرواية الاجتماعية الإنسانية شوارع الياسمين ،ورأت أنها رواية واقعية عذبة تتخذ من موضوعة الحب مدما كا ً لها في صناعة نص يدهش المتلقي من أول سطر .
السيدة لوريس سلوم عضو مكتب تنفيذي :رئيسة مكتب الثقافة والسياحة والآثار في مجلس مدينة حمص خصت العروبة بتصريح قالت فيه :
أجمل ما في حفل التوقيع ،هذه الفئة العمرية الشابة التي تقبل على اقتناء هذا الكتاب بنهم ،وهذا دليل بين على أن سورية تعافت وأن شباب سورية يقرؤون …نعم هناك قصة عشق بين المتلقي “الكتاب الورقي رغم كل ما يقال عن اندثاره لصالح الكتاب الالكتروني ، والموضوع الذي تطرحه الروائية موضوع شائق وشائك ولكن الروائية تحزم قرارها وتنتصر للحب أينما وجد ،دون التعصب لأي فكرة أو انتماء باستثناء الانتماء للأرض السورية مهد الديانات السماوية الثلاث .
الروائي غانم بو حمود صاحب دار النشر التي تبنت الرواية صرح للعروبة أنه لم يفاجأ بهذا الحضور النوعي والكبير ، لأن حمص واسطة العقد عرف عنها شغفها الأزلي بالكلمة الطيبة وهذا الحضور نصر مبين للسوريين الذين ما استطاعت الحرب أن تنال من روح الإبداع لديهم .
الجدير بالذكر أن “شوارع الياسمين مارثاً “هي باكورة أعمال أو جيني رزق الروائية وتقع في 246صفحة من المقطع المتوسط بطباعة أنيقة مثل مؤلفتها تماماً تتحدث عن قصة حب تعثرت بالعادات والموروث البائد والكاتبة رزق خريجة كلية الأدب الفرنسي تغربت في الجزائر لسنوات عدة ثم عادت لحمص لتعمل فيها كمعلمة للغة الفرنسية بانتظار ولادة روايتها الثانية.
متابعة ميمونة العلي