ازدادت أعداد الموجوعين المنتظرين على سكة الملل الطويل..
متى ترتاح نفوسنا من زعيق وعواصف متطلبات حياتنا اليومية التي لا تنتهي والتي نحاول تأمينها ومحاصرة الفقر في تجميع أشلاء الراتب تجميعاً محزناً ،نحاول أن نحفر الصخر بأظافرنا .
تلتقي اليوم طوابير السيارات المنتظرة لتعبئة البنزين مع طوابير الواقفين على المؤسسات للحصول على مادتي الرز والسكر المدعومين ولاحقاً طوابير تنذر بأزمة جديدة مع مادة الخبز كل ذلك في سباقات ماراثونية تناطح بعضها البعض في تحدّ سافر
كل ذلك سببه الحرمان بسبب الحصار الاقتصادي الجائر الذي أدى إلى تراجع الوضع المعيشي..
ألا يكفينا ما يعصف بحياتنا من تصرفات إن كان في مجال العمل أم في أماكن أخرى في البيت والشارع والدوائر الرسمية ..
لا نعرف بماذا نبدأ يومنا ..بالبسمة ..لا ..فقد سبقتها الغصّة ،حائرون نبحث عن مفتاح أبيض ..عن صورة حياتنا المشتهاة ذات الرونق ..لنستبدل أصوات الشكوى والأنين بأصوات عصافير تطير في البرية ..صباح جميل نشرب فيه قهوتنا على أنغام الطمأنينة والراحة النفسيّة بعيداً عن منغصات العيش والهرولة وراء لقمة العيش ..لنشعر بأنّ الحياة حفلة جميلة قصيرة لا تحتمل كل هذا الضجيج ،مسافرون فيها إلى حيث لا عودة ….
فلنساهم في إيقاف أصوات أولئك الذين يرفعون أسعارهم لمجرد التلويح بزيادة الرواتب والأجور لأنّ أصوات الإشاعات تطربهم وتلتقي مع أمزجتهم العفنة ،يتجاوبون مع مروجيها بنهم وجشع منقطعي النظير …
عفاف حلاس