ألقت عبير منون في قاعة الدكتور سامي الدروبي بالمركز الثقافي محاضرة بعنوان : “تعنيف الطفل” بحضور جمهور من المهتمين, حيث حددت في البداية تعريف التعنيف بأنه عمل ناتج عن فشل التعامل مع الطفل يتسبب في إيذاء حسي أو معنوي له أو تهديد بإيذائه موضحة أن الاعتداء على الطفل يكمن في البيت أو المدارس وبقية البيئات التي يتفاعل فيها الطفل.. وأوضحت أن هناك أربع أشكال رئيسية للاعتداء على الأطفال هي: الإهمال ، والاعتداء الجسدي ، والاعتداء النفسي أو المعنوي والاعتداء الجنسي .
وتحدثت عن تأثير العنف وتفشيه في كل البلدان والقارات, وهو على قدر كبير من الخطورة ليس لأنه يخرق المواثيق الوطنية والإنسانية بل بسبب الآثار الوخيمة الضارة الناجمة عنه والتي تمس صحة الأطفال الجسدية والنفسية وبقاءهم ونماءهم الطبيعي بالإضافة إلى تأثير ذلك على الأسرة والمجتمع فضلاً عن تهديده للصحة العامة ككل وهو تهديد بات يمثل أحد أكبر الأسباب المؤدية للوفاة والإعاقة بين الأطفال.
وتابعت : ينتج عن العنف والإساءة الجسدية آلام ومعاناة مباشرة للطفل في حينها تترك بعد ذلك آثاراً جسدية مثل الهزال الشديد وصداع الرأس والكدمات بأنواعها والكسور والجروح والحروق التي قد تتطور إلى الوفاة,مشيرة أن العنف يؤثر بشكل كبير على النواحي الصحية والعقلية لدى الأطفال ومنها :
مشاكل نفسية وسلوكية ومشاكل صحية وعقلية ومن تلك المشاكل ضعف القدرة على التعلم و تراجع القدرات المعرفية وضعف في القدرات اللغوية وخطر التورط بالتدخين أو ضعف في المهارات العاطفية والاجتماعية والإدمان واضطرابات النوم والأكل وخطر الانتحار .
وأوضحت منون أن أهم الخطوات التي يجب إتباعها للتوقف عن التعنيف هي : تثقيف وتمكين الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين للكشف عن العنف بجميع أشكاله والإبلاغ عنه وبناء نظم الخدمات الاجتماعية وتدريب الأختصاصيين الاجتماعيين على تقديم الدعم للأطفال الذين تعرضوا للعنف وتركيز البرامج الاجتماعية على التقليل من سلوك العنيف ، وتغيير سلوكيات البالغين ومعالجة العوامل التي تسهم في العنف ضد الأطفال واعتماد خطط عمل وطنية للحد من العنف ضد الأطفال .