بعد أن هدأت موجة الحرائق الهائلة والتي اجتاحت أراضٍ شاسعةً من محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص في أواخر صيف هذا العام ،وبعد أن نالت هذه الكارثة قدراً كبيراً ومنقطع النظير من حيث الاهتمام و التعاطف والذي عبّر عنه كل أبناء الشعب الأوفياء لبلدنا الحبيب سوريّة من داخل القطر وخارجه .
وبعد أن استوعبنا الصدمة جرّاء حجم هذه الحرائق مساحةً وعدداً وخسارة مادية ومعنوية يتوجب على الجهات المعنيّة من وزارات ومؤسّسات إعادة النظر في الكثير من الأمور المتعلّقة بالإمكانيات المتاحة لديها لمكافحة هذه الحرائق وضرورة سدّ الثغرات و النقص في هذه الإمكانيّات وبما أن العبرة بالنتائج فعلينا الاعتبار والوقوف مع الذات في تحليل وتقييم الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة الكارثيّة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وعلى الوزارات المختصّة وضع آليّات عمل مناسبة للمرحلة القادمة والتي يبدو أن أعداءنا لن يدّخروا جهداً في سبيل إيقاع الضرر والأذى بهذا الشّعب الصّامد وهذه الأرض الطيّبة الّتي رويت بدماء الشهداء، ولعلّ ربّ ضارّة نافعة كي نأخذ الاحتياطات اللازمة والتدابير الاحترازيّة لمنع وقوع مثل هذه المآسي خلال السنوات القادمة ،وشعبنا وجيشنا الذي هزم الإرهاب وأعداء الوطن في ميادين كثيرة سينهض بهذه الأراضي المحروقة ويعيد إليها الخضرة والنضارة من جديد.
منذر سعده