إن إحدى أهم أهداف الإعلام هي الالتصاق بهموم الناس والبحث عن حلول للمشاكل التي تعترض حياتهم أو بدائل على الأقل مؤقتة بما يتناسب و الواقع المعاش كي يكون قريباً من متابعيه … ولكن عندما يصبح وسيلة تساهم في تكريس آلام ومعاناة الناس وتجاهله ذلك بقصد أو دون قصد فلن يستطيع تحقيق غاياته …
بالأمس القريب تناولت إحدى الفضائيات المحلية موضوع تغذية الطفل واستضافت إحدى المختصات التي انبرت تحدثنا عن غذاء الطفل اليومي منذ الصباح قبل ذهابه إلى المدرسة والذي يبدأ بكوب من الحليب مع الكاكاو (أو ) كوكتيل العسل مع الموز والزنجبيل , ونصحت الأمهات بضرورة إعطاء الطفل من 3-5 حبات جوز كونه يغذي الدماغ و يساعد الطفل على الإدراك والفهم والاستيعاب .
كما أوضحت ضيفة البرنامج الفرق بين الموز الناضج (لمعالجة عسر الهضم)والموز غير الناضج (لمعالجة السعال )وأضافت وبإيعاز من المذيعات أهمية تناول الفاكهة والخضار مؤكدة أهمية ذلك في نمو الطفل نفسياً وجسدياً وعقلياً …وأتساءل كيف نسيت أن تتحدث عن اللحوم بأنواعها …”لله درها هذه المختصة !”
من المؤكد أن كل ما طرحته هو الوضع الطبيعي والذي من المفترض أن يكون ..لكن هل تساءلت مع المذيعة في البرنامج كم من الأطفال في سورية بعد الحرب والحصار الاقتصادي الجائر لم يتناولوا الموز والعسل و واللحم والفاكهة ومنذ متى ….وكم عدد الآباء الذين يتحسرون على عدم قدرتهم في تأمين ذلك للأطفال …..؟!
يبدو أن تلك الفضائية تبث برامجها للمشاهدين الذين يقطنون خارج سورية كي تكون صورتنا أنيقة وبهية أمامهم …!؟
نبيلة إبراهيم