المكتبة المنزلية .. مصدر هام للحصول على العلم والمعرفة… الأهل : القراءة تثري الثقافة وتساهم في تحقيق الذات …
تعد المكتبة المنزلية من أهم أنواع المكتبات التي يتعرف إليها الأبناء منذ الصغر،إذ إنهم يعيشون قريبا منها، ولهذه المكتبة أهمية بالغة في تنمية شخصيتهم ثقافيا، لكونها مصدرا للمعرفة من شأنه أن يسهل لهم تلبية حاجاتهم من المعلومات، والإجابة عن الأسئلة والاستفسارات المتنوعة وتعتبر مكتبة المنـزل أول نوع من أنواع المكتبات التي يعتمد توافرها على مدى اهتمام الوالدين بالكتب والقراءة والمطالعة، ويتوقف ذلك على المستوى المادي والاجتماعي والثقافي للأسرة، وتؤدي هذه المكتبة دورا مهما في حياة الفرد الثقافية والتعليمية، خاصة إذا بدأ في التعامل معها مبكرا بتشجيع من الوالدين عبر تقديم الكتب والتشجيع في المناسبات المختلفة ,فإن للأسرة دورا فعالا وأساسيا في بناء شخصية الأبناء ثقافيا، من خلال تعويدهم على القراءة منذ الصغر، وذلك بتكوين مكتبة للأسرة، تحتوي على مصادر متنوعة، يلجأ إليها الأولاد فيجدون فيها ما يُغذي عقولهم ويحقق لهم رغباتهم العلمية والثقافية من جوانب عدة .
في مادتنا هذه حاولنا التعرف على بعض آراء الأهل والمدرسين واقتناعهم بأهمية المكتبة المنزلية في تنمية ثقافة الفرد وتحسين مستواه العلمي والثقافي ليكون في المستقبل عنصرا فاعلا في المجتمع خاصة مع ظهور ثورة التكنولوجيا والمعلومات والتي أثرت على لجوء الكثير من الشباب إلى الكتاب كوسيلة للحصول على المعرفة .
البداية من المنزل
يقول محسن ” رب أسرة ” موظف : إن قيام الأبناء بالمطالعة هو عمل من الأعمال التي يجب أن يصبح جزءا لا يتجزأ من التربية العائلية، مثلما هي جزء من التكوين المدرسي، فيكفي أن تكون المكتبة ضمن الأشياء الموجودة في البيت، حتى يصبح لها مكانة في عالم الأبناء لذلك ينبغي إنشاء مكتبات عائلية ولو بسيطة ومحدودة العناوين وتشجيعها بكل الوسائل، وإفهام الأبناء أن المطالعة ليست إضاعة للوقت ولا تأت على حساب الدراسة …
تنمية وتشجيع القراءة
ويؤيد همام ” مهندس ” رأي محسن فيقول : إن سلوك الآباء ومكانة القراءة في حياتهم، يعتبر نموذجا وقدوة للأبناء ودليل ذلك أن الأولاد الذين يتربون في بيئات منزلية تُقدر القراءة، وتتيح لهم فرص التعرف على الكتب، واقتنائها وتقديرها والاعتزاز بها، وتكوين صداقات محببة معها، يكونون أنجح في تعلم القراءة مما ينعكس إيجابا على اهتماماتهم، وسعة أفقهم وغنى معلوماتهم العامة، وارتفاع مستواهم العلمي في مختلف مراحل دراستهم . وإن وجود مكتبة في المنزل، يساهم في تنمية وتشجيع المطالعة لدى الأولاد ،وإحاطتهم بالكتب من شأنه أن يجعلهم يعتادون ويتعلمون كيفية التعامل معها واحترامها في سن مبكرة.
التعود على القراءة
السيدة داليا – ربة منزل – قالت: إن التعود على القراءة منذ الصغر يغرس في نفوس الأبناء حب المطالعة والإطلاع فتصبح هواية يمارسها الابن ويتمسك بها كوسيلة من وسائل تحقيق الذات، وتنميتها خلال مراحل الحياة المختلفة، ومن هنا يتكون المجتمع القارىء الذي يتولى قيادة الحياة العلمية، والثقافية ويطورها ويثريها فالقراءة من أهم الوسائل التي تثري الثقافة ولهذا فارتباط ثقافة الفرد بالمكتبة يعد أحد الأنماط البيئية السليمة التي تساعد على تكوين تلك الثقافة واستمرار تعزيزها ودعمها .
قدوة لأبنائهم
سهيل ” مدرس ” يقول: في ظل التطورات الحاصلة وانتشار الوسائل الترفيهية المتعددة وغزو التكنولوجيا، أصبح الكتاب هو آخر ما يفكر فيه أولادنا، فالأساس في أهمية المكتبة الأسرية هم الأولاد، وبالرغم من أن المدرسة تلعب دوراً هاماً في تنمية حب القراءة لدى الطالب وعليه فإن غرس حب القراءة فـي نفس الابن ينطلق من الأسرة التي عليها أن توفر له الأساليب والأدوات التي تحقق له ذلك، ومن أهمها المكتبة المنزلية أو مكتبة الأسرة، وخاصة في ظل انتشار الإنترنت والألعاب الترفيهية والفضائيات والوسائل الأخرى التي صارت تجذبه وتبعده عن قراءة الكتاب، مما خلق نوعاً من العزلة وعدم الألفة بين الطالب والكتاب.
الملاذ الآمن
إن الكتاب مازال يمثل أحد رموز التراث الثقافي وهو الوعاء الذي يحفظ الفكر البشري ويرتقي به في عصر دخلت فيه الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والمصادر الإلكترونية بأشكالها في صراع معه في رحلة إثبات الذات والبقاء ، وإذا كان الكتاب يعاني من مشكلات عديدة في هذا العصر فإن المكتبة المنزلية تعتبر حقيقة الملاذ الآمن له , لأنه يجد فيها اهتماماً ورعاية من أفراد الأسرة والإقبال عليه واستخدامه بعناية مع تقدير أهميته، لذا يسميها البعض “ذاكرة الأسرة” .
بقي أن نقول :
على الأهل أن يحاولوا مناقشة أبنائهم فيما يقرؤون من كتب وقصص في المكتبة، لكي يستطيعوا معرفة مدى استفادتهم منها وتأثيرها الإيجابي أو السلبي على شخصيتهم وإرشادهم إلى نوعية الكتب المناسبة لأعمارهم والفائدة التي سيحققونها من القراءة الصحيحة ولكن بأسلوب مناسب يجعلهم يقتنعون بصواب رأي الأهل فيما يخص نوعية الكتب المناسبة لكل مرحلة عمرية .
بشرى عنقة – منار الناعمة