أسعار المدافئ في أسواق حمص تشتعل …. تنظيم 13 ضبطا بحق أصحاب محال بيع المدافئ … اختلاف أسعار وسائل التدفئة ونوعيتها حسب مكان بيعها…
تزداد معاناة المواطنين مع دخول فصل الشتاء، وزيادة الأعباء التي يحملها هذا الفصل لا سيما مع تراجع القدرة الشرائية لدى كثير من الأسر نتيجة لغلاء أسعار كافة مستلزمات العائلة وخاصة المواد الغذائية ، وعدم قدرة “ذوي الدخل المحدود ” تأمين وسائل التدفئة التي تشكل الهم الأكبر الذي يشغل تفكيرهم ، كما أن تأمين ” المازوت أو الغاز ” هو المهمة الأصعب في الوقت الحالي ..
ففي كل عام ترتفع أسعار مدافئ المازوت والحطب بشكل كبير ، ورغم تشديد وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على ضرورة الرقابة على محال بيعها، إلا أن التجار لم يهتموا ، وهذا ما أثار تخوف المواطن من ارتفاعات لاحقة خلال الأيام القادمة التي يشتد فيها البرد القارس وهطول الأمطار..
الكثير من المواطنين أشاروا إلى أنهم يحتفظون و يتمسكون بمدافئهم القديمة ويقومون بإعادة صيانتها وإصلاحها وتعديل ما يعدَّل منها للعمل على الحطب!!.
و أكد عدد من أصحاب محال تصليح المدافئ أن هذه الأيام هي موسم عملهم، وهناك إقبال كبير على صيانة المدافئ القديمة، والعديد من المواطنين- حسب أصحاب المحال- طلبوا منا تحويل مدافئهم لتعمل على الحطب، لأن المازوت غير متوفر، فحتى المئة ليتر (الدفعة الأولى من مستحقاتهم) لم توزع عليهم حتى اليوم، و في السوق السوداء- متوفر- لكن سعره مرتفع..
وفي جولة على محال بيع المدافئ ، سألنا بعض أصحاب المحال عن أسعار المدافئ فتفاوتت الآراء فيما بينهم ، وقال البعض : حاليا المتعارف عليه أن سعر المدافئ العادية”مازوت” يتراوح ما بين 40 – 50 ألف ليرة وذلك حسب النوع والحجم ، وهناك مدافئ صغيرة ما بين 20 – 25 ألف ليرة , أما مدافئ الحطب فتتراوح ما بين 40 – 120 ألف ليرة ، ومدافئ الغاز 25 ألف ليرة ، وما بين 50 إلى 75 ألف ليرة لمدافئ الكهرباء. علما أن هذه الأسعار قابلة للارتفاع ..
وأشار بعض الباعة إلى ارتفاع سعر طن الحطب عن العام الماضي ، ويباع حاليا ما بين 40 – 50 ألف ليرة.. . ويعزون السبب في ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعتها وتركيبها والتي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق عن العام الماضي ، مما يضطرهم لبيعها بأسعار باهظة ..
“
السعر حسب النوعية
أبو ذكريا صاحب محل لبيع المدافئ قال : الإقبال على شراء مدافئ المازوت والغاز وحتى المدافئ الكهربائية ضعيف , ويعود ذلك لارتفاع أسعارها ، لارتفاع تكاليف المواد الداخلة في تركيبها وتصنيعها على حد قول أصحاب الورش والمعامل ،إضافة إلى اليد العاملة منوها إلى أنه يتحدث عن سعر المدافئ العادية ” بدون ماركة ” , أما أسعار مدافئ الماركات المعروفة فإن سعرها يتجاوز 20 ألف للحجم الصغير, وكلما ازداد حجمها ازداد السعر ، إضافة إلى تكلفة البواري الذي يتراوح بين 3500- 5000 لكل مدفئة علما أن هناك نوعين للبواري ( أسود وأبيض) ولكل منهما سعر مع اختلاف الجودة أيضا ، وتختلف الأسعار حسب المواصفات , ونوه إلى أن هناك تفاوتا بين جميع الأنواع من حيث الجودة وطريقة التصنيع والبخ وغير ذلك .
ظهير صاحب محل لبيع الحصر الكهربائية أشار إلى أن الإقبال على شراء الحصيرة الكهربائية لا بأس به كونها تتميز باستهلاك منخفض للكهرباء , و سعرها مناسب مقارنة بمدافئ الكهرباء والمازوت ..
هيثم صاحب محل قال : إن سعر المواد الداخلة في تصنيع بعض المدافئ ارتفع كونها مستوردة من نحاس وبراغي وصفائح حديدية إضافة إلى قلة عدد المعامل حاليا ما أدى إلى عدم القدرة على سد الطلب مع بداية فصل الشتاء حتى البواري أصبح المواطن يحسب لها ألف حساب، ، ويزداد السعر كلما ازداد طول البوري…
أما أسعار السجاد فكانت كغيرها من السلع والمواد إذ ارتفعت هذا العام بشكل كبير ولاسيما مع بداية فصل الشتاء ورغم الحاجة له لكن مع هذا الارتفاع يصبح من الصعب شراؤه حتى ولو كان من النوع العادي ويرجع أصحاب محال بيع السجاد هذا الارتفاع إلى توقف المعامل المختصة بصناعة السجاد عن العمل نتيجة الظروف الصعبة التي يعانونها.
يبلغ سعر السجادة الصغيرة 60000 ليرة ، ويلعب الخيط وجودته ونوعيته ولونه دورا كبيرا في السعر ، وهذه الكلام لبعض المواطنين الذين دهشوا عند سؤالهم أصحاب محال بيع السجاد عن السعر ، كما طال أسعار الموكيت الارتفاع أيضا ، فقد تراوح سعر المتر الواحد مابين خمسة وستة آلاف ليرة، ويختلف السعر حسب النوعية والمصدر أيضا…
أبو تمام ” من سكان حي العباسية يقول : دفعت ٢٠ ألف ليرة لشراء مدفأة ( مقاس صغير) وذات نوعية عادية، مع عدة بواري لتركيبها، وهي تعمل على المازوت. وأنتظر دوري للحصول على المازوت عبر البطاقة الذكية”. .. ونوه إلى أن أسعار المدافئ يشكل صدمةً حقيقية، وينطبق هذا اﻷمر على جميع وسائل التدفئة الممكن استخدامها لتوقي برودة الطقس خلال فصل الشتاء .
تنظيم ضبوط
وعن استعدادات مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لفصل الشتاء قال رئيس دائرة حماية المستهلك المهندس بسام مشعل : تقوم المديرية بتشديد الرقابة على الأسواق وتكثيف الجولات الميدانية منعا لاستغلال بعض أصحاب المحال قدوم فصل الشتاء للتلاعب بمواصفات السلع من مدافئ مازوت ومدافئ كهربائية و سجاد وموكيت وبسط كهربائية وجودتها وتقاضي أسعار زائدة لهذه المواد والتحقق من التقيد بالإعلان عن السعر- تداول الفواتير بين حلقات الوساطة التجارية- بطاقة البيان والمواصفة- الجودة , وتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالفين .
أما بالنسبة لعدد الضبوط التي تم تنظيمها منذ تاريخ 1/9 وحتى 9/ 11 من العام الجاري فبلغت 13 ضبط منها 8 ضبوط تخص أصحاب محال المدافئ و 5 ضبوط بحق محال بيع السجاد والموكيت ، وتنوعت المخالفة بين عدم الإعلان عن السعر وعدم إبراز فواتير وبطاقة بيان..
بقي أن نقول :
لم يعد بإمكان المواطن ومع غلاء الأسعار الذي شمل جميع مستلزمات الحياة الضرورية إلا الدعاء وهو أضعف الحلول بأن يكون الشتاء دافئا وساعات تقنين الكهرباء قليلة حتى يستطيع تحمل فصل الشتاء بكل أعبائه ، علما أن المواطن بقي لديه أمل بسيط بأن الجهات المعنية ستتخذ يوما ما الإجراءات المناسبة للحد من غلاء الأسعار .
بشرى عنقة