تضاعفت أسعارها بشكل كبير.. غلاء الأدوية يزيد من أوجاع المرضى.. الأسعار تختلف من صيدلية لأخرى فأين الرقابة الدوائية ؟!! صيادلة : متهمون برفع الأسعار.. والحصار الاقتصادي سبب فقدان معظم الأصناف..نقيب الصيادلة : الارتفاع يعود لارتفاع التكلفة
غلاء الأسعار ظاهرة أصبحت تطال كل شيء من حولنا حتى الحاجيات الضرورية التي لا يستطيع المواطن الاستغناء عنها من لقمة العيش حتى الدواء الذي بات يستنزف ميزانية العديد من الأسر في ظل الضغوطات المتزايدة على المدخول الشهري, هذا عدا عن عدم توفر بعض الأصناف الدوائية وفقدانها .
تساؤلات كثيرة تدور حول ارتفاع أسعار الأدوية وعن تسعيره واختلاف الأسعار في الصيدليات دون حسيب و لا رقيب،وللوقوف على هذه المشكلة ومسبباتها كانت لنا لقاءات مع المواطنين وبعض الصيادلة.
فعالية وجودة الأدوية ..
شذى موظفة لديها ثلاثة أولاد قالت : دائما في فصل الشتاء تكثر أمراض الرشح والسعال وقد أصيب ابني بعدوى الرشح و اضطررت لاستبدال أكثر من نوع من أدوية الرشح والسعال لأنها لم تكن فعالة ولم يتحسن ابني عليها بعدها اضطررت لشراء أبر التهاب والمشكلة أن أسعار الدواء مرتفعة وشراء أكثر من صنف دواء يحتاج تكاليف مادية كبيرة, فكيف إذا كان هناك أكثر من طفل مريض في العائلة و أصيب بعدوى الرشح لذلك نتمنى من المعنيين تكثيف الرقابة على فعالية وجودة الأدوية المنتجة لدينا هذا عدا عن ارتفاع المعاينة التي يتقاضاها بعض الأطباء وفي بعض الأحيان تكون أعلى بكثير من قيمة الوصفة الطبية.
فقدان بعضها
رنا طالبة جامعية تقول: دائما يتفاجأ المواطن بسعر الأدوية ولا ندري من يتلاعب بالأسعار هذا عدا عن فقدان بعض الأصناف الدوائية واضطرارنا لتغييرها,
وأضافت : أقوم شهرياً بشراء الأدوية لوالدتي مريضة الضغط , ودائما أعاني من فقدانها .
بلا حسيب أو رقيب
مريض فضل عدم ذكر اسمه قال :كل صيدلية تبيع الدواء بسعر مختلف وتضع سعرا بلا حسيب أو رقيب لذلك نتمنى من المعنيين النظر في مسألة تسعير الدواء وتوفيره للمرضى و وضع تسعيرة موحدة لجميع الصيدليات لأن اغلبها يبيع بسعر متفاوت وبفارق كبير و أصبحت الأدوية تشكل عبئاً على المواطن نظراً لارتفاع أسعارها والضائقة الاقتصادية التي يمر بها المواطن ولاسيما أصحاب الدخل المحدود ولابد من العمل على دعم هذه الأدوية لان صحة المواطن من القضايا المهمة التي يجب أن تحظى بالعناية.
أبو نضال مريض سكري قال: نعاني دائما من عدم توفر مادة الأنسولين في المستوصفات وهذا الأمر بات يشكل معاناة حقيقية لنا بسبب سعره المرتفع .
أبو أسامة متقاعد قال : من الضروري النظر في مسألة تحديد أسعار الدواء وضبطها بطريقة صحيحة فأحيانا كثيرة ينتهي الدواء من عندي ولا يكون معي ثمنه وهناك مرضى كثيرون غير قادرين على شراء الأدوية فالأسعار تضاعفت بشكل غير متوقع وبطريقة غير مبررة, مما شكل معاناة حقيقية للمواطن الذي أثقلته هموم الحياة , وهناك كثير من المرضى يذهبون إلى المشافي العامة والمراكز الصحية والتي لا تتوفر الأدوية في صيدلياتها مما يضطر المريض لشرائها على حسابه و أذكر آخر مرة راجعت إحدى المشافي العامة ووصف لي الطبيب المناوب إبرة فطلبوا مني أن أشتريها من إحدى الصيدليات مع ” السيرنغ” الذي تضاعف سعره هو الآخر ، وبالتالي يضطر المريض إلى مراجعة العيادات الخاصة، فيقع في قبضة جشع بعض الأطباء والصيادلة..
كما التقينا مع عدد من الصيادلة حيث أشار معظم الذين التقينا هم أن مسالة رفع سعر الدواء لا علاقة لهم فيه والمواطن دائما يتهمنا برفعه واحتكار بعض الأصناف من الأدوية لبيعها بأسعار مرتفعة ونحن من ذلك براء؟!.
في حين أشار البعض إلى أن ارتفاع أسعار الأدوية ساهم بتوفير الكثير من الأصناف الدوائية المفقودة ولكن بذات الوقت سبّب استياء لأغلب المرضى وخاصة الذين يحتاجون إلى أدوية دائمة مثل مرضى الضغط والشحوم لتضاعف أسعارها.
غير مطلوبة
صيدلانية أكدت أنها تضطر لشراء أصناف غير مطلوبة من الأدوية وبصلاحية انتهاء قريبة وذلك عندما تطلب من أصحاب المستودعات تزويدها بالأدوية المطلوبة وخاصة أدوية الالتهاب والتي يزيد عليها الطلب في فصل الشتاء(حيث يشترط عليها أصحاب المستودعات شراءها) وهذا الأمر بات يشكل عبئا ماديا عليهم ويسبب لها خسارة .
صعوبة توفير المواد الأولية
نقيب الصيادلة في حمص الدكتور عبد الغفار السكاف تحدث عن دور النقابة بموضوع الأدوية ومراقبة الصيدليات وبيعها بالسعر المنصوص عليه بنشرات وزارة الصحة والنظر بأي شكوى ترد إلى النقابة مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الدواء يعود لارتفاع المواد الأولية والمازوت وكل المواد اللازمة للصناعة الدوائية وطبعا رفع سعر الدواء أدى إلى توفر معظم الأدوية في الصيدليات, وإن فقدان بعض الأدوية يعود إلى صعوبة توفير المواد الأولية بسبب الحصار الاقتصادي الجائر .
وأضاف : لا يوجد أي تفاوت بأسعار الأدوية بين الصيدليات, إنما قد يحصل خطأ في صيدلية ما لم تعدل سعر الدواء لكن الأسعار ثابتة وهي حسب نشرة وزارة الصحة وتلتزم بها جميع الصيدليات . وإذا وردتنا أي شكوى عن شركة دوائية تلزم الصيادلة بشراء صنف ما نرفع الشكوى مباشرة للنقابة المركزية وهي بدورها ترفعها لوزارة الصحة لتتم معالجة المشكلة.
وفيما يخص توفر الأنسولين في المستوصفات فإن هذا الأمر تابع لمديرية الصحة ولا علاقة للنقابة به.
وبالنسبة لتسعير الدواء فهو يخضع لمعايير تضعها لجنة التسعير المكلفة من قبل وزارة الصحة والتسعيرة تصدر بنشرات تعمم من قبل الوزارة .
جولات ومخالفات
تحدثنا مع الدكتورة لينا حداد رئيس دائرة الرقابة الدوائية في مديرية صحة حمص والتي كانت أجوبتها مختصرة ومقتضبة عن تساؤلاتنا الكثيرة حول موضوع الدواء وفعاليته وعدم توفر أصناف متعددة منه في الصيدليات ، ناهيك عن غلاء أسعار الأدوية و عدم تقيد الصيادلة بالتسعيرة المحددة واختلافها من صيدلية لأخرى ، لكن للأسف لم نستطع الحصول إلا على بعض الكلمات التي لا تبرد نار هموم المرضى والتي تستعر يوميا من شدة الغلاء ..
حيث قالت : عملنا في الدائرة هو عبارة عن القيام بجولات شهرية على المعامل والصيدليات والمستودعات الموجودة في محافظة حمص ومتابعة أي شكوى تردنا وإرسال تقارير شهرية لوزارة الصحة بالمخالفات الموجودة ، والوزارة تقوم بدراسة المخالفة ووضع العقوبة بما يتناسب مع حجم تلك المخالفة ,وأضافت : في حال ثبوت مخالفة الصيدلي للتسعيرة يحال إلى مجلس تأديب ويغرم بمبلغ مالي .
وختمت الدكتورة حداد كلامها بأنها غير مخولة بالحديث أكثر عن هذا الموضوع بناء على توجيهات وزارة الصحة ..
ومازال المرضى بانتظار وزارة الصحة لتأخذ إجراءً يكون لمصلحة المرضى الذين يعانون يومياً هموم الحياة التي أثقلتهم بما لا يستطيعون تحمله ، فهل من مجيب..
هيا العلي – بشرى عنقة