تعتبر الأسواق التراثيّة في المدن تأريخاً للتقدّم التجاريّ والحضاريّ ومراحل الازدهار الّتي عاشتها تلك المدن، حيث تتعدّد فيها الفنون المعماريّة حسب المرحلة التاريخيّة التي بنيت فيها هذه الأسواق أو توسّعت وتفرّعت إلى عدّة أسواق متخصّصة مثل سوق الحرير وسوق الصاغة …الخ.
وحافظت هذه الأسواق في مدينتنا حمص العديّة على دورها الهامّ والمفعم بالحيويّة والزّاخر بالمنتجات والبضائع التجاريّة والاستهلاكيّة التي يحتاجها الإنسان في حياته ، وحافظت الجهات المعنيّة على هذه الأسواق واعتنت بها على مرّ السنين وقامت بصيانتها وتخديمها بالخدمات (كهرباء – ماء – هاتف….) مما ساهم باستمرارها وتعزيز دورها الاجتماعيّ .
ومرحلة إعادة الإعمار التي شهدتها هذه الأسواق – بعد ان طالتها الأعمال الإرهابيّة والتي خرّبتها وفشلت بتدميرها – هذه المرحلة تتطلّب الدّقة في أعمال الترميم والتأهيل والحفاظ على الطابع التاريخيّ لها وضرورة الإسراع في إنهاء هذه الأعمال بالسرعة القصوى كي تعود إلى رونقها ولتنبض بالحياة من جديد وتساهم بدورها الرّاقي والحضاريّ في الحركة التجاريّة سواء داخل مدينتنا أو التبادلات التجاريّة البينيّة مع المحافظات الأخرى التي عادت إليها الحياة من ربوع وطننا الحبيب.
منذر سعده