تعلمت منذ طفولتي الأولى أن الحياة رسالة سامية لا يجوز المساس بطهارتها ,ولا شيء يسعدني أكثر من أن أكون فرداً من أسراب تضم جميع البشر في سعي دؤوب نحو عالم يتفيأ في ظلال المحبة والوفاء وربما سيعرف الذين سيقرؤون هذا الكتاب في أي اتجاه قد أبحرت لأني من أجلهم أكتب ..علني بذلك أمد يد العون إلى قلب يحلم بالدفء ..إلى مقلة تحلم بالنور ..إلى وردة تشتاق لقطرة ماء وإلى ذات جائعة إلى المعرفة قد تجد على مائدة حروفي بعض ما تشتهي .
بهذه الكلمات يقدم الشاعر الطبيب عيسى أسعد كتابه المعنون بـ:”قطاف الزمن الآخر ” يضمنه خلاصة تجربته في الحياة بعد ستين عاماً من العمل الدؤوب في الطب وميادين الثقافة كافة, وهو الذي أصدر كتاباً في الطب بعنوان:”قلبك بين يديك” فيه كل ما يفيد الإنسان للحفاظ على عضلة القلب سليمة معافاة من الأمراض الصحية والنفسية,كما أصدر مجموعة شعرية فيها من القصائد الوجدانية ما يشي أننا أمام شاعر مرهف ساهمت مهنة الطب واختصاص القلبية تحديداً في تشكيل رهافة شعوره وإحساسه وهو يعايش الموت والحياة يومياً يقول: في ص 106 من كتابه هذا :عندما يصبح القهر سيد كل المواقف التي نشارك بها الآخرين هل نستقوي على الأجساد المرهقة التي يستضيفها الجوع والعطش ولا حول لها ,أم نستغفل العيون المسهدة لنسطو على ما بقي فيها من نور أم أننا نحيل دمع أجسادنا ماء زلالاً يستقي منه العطاش ,وما تدخره خلايا جسدنا من عافية زاداً يتعافى به الجياع , وما تختزنه عيوننا من نور نزرعه قناديلاً في جميع الدروب كي يهتدي بنورها الجميع .
الكتاب ممتع ينظر فيه المؤلف للحياة من نافذة التجربة فيعيد قراءة موضوعات تهمنا كبشر منها الحب والخيانة والشوق والعمل والإيمان والقوة والدموع والمشاعر والمحبة والحكمة والثقافة وغيرها من كل ما يصادف الإنسان وهو في طريقه نحو الخلاص الروحي .
ميمونة العلي