رجال الإطفاء الجنود المجهولون الذين يصلون الليل بالنهار,أرواحهم محمولة على أكفهم نظراً لطبيعة عملهم المحفوفة بالمخاطر ,التي تتطلب منهم محاربة ألسنة النار واقتحام المصاعب مهما كان نوعها وكثيراً ما يتعرضون للإصابات المؤسفة والتي يمكن أن يقدم الاطفائي حياته نتيجتها ،إخلاصاً ووفاء لعمله.
رجال الإطفاء الذين نعتز ونفتخر بإنجازاتهم وجهودهم السابقة واللاحقة التي أثمرت خيراً وعطاء مستمرون بتنفيذ مهامهم في السلم والحرب ، فكانوا جنباً إلى جنب مع رجال الجيش الشجعان في ميادين القتال يدحرون الارهاب الأسود عن بلدنا واليوم داخل وخارج المحافظة يساهمون في إطفاء الحرائق وإنقاذ المصابين هدفهم الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين والتخفيف قدر المستطاع من الخسائر التي قد تقع نتيجة الحوادث المختلفة.
ورغم تواضع الأجر الذي يتقاضونه علما أنه لا يقارن بالعمل الذي يقومون به لم يمنعهم ذلك يوماً ما من تنفيذ المهام المطلوبة منهم والقيام بواجبهم على أكمل وجه في أحلك الظروف وأخطر المواقع .
رجال المهام الصعبة مازالوا ينتظرون من ينصفهم ويفيهم حقهم إذ ليس من المعقول أن تكون طبيعة عملهم وتعويض الاختصاص والمخاطر بالقيمة المالية المحددة حالياً والتي لا تتناسب ولا بأي شكل من الأشكال مع طبيعة العمل والمهام المنفذة ناهيك عن مخصصاتهم من اللباس والأحذية التي تضمحل شيئا فشيئاً لتغيب عنهم بشكل كامل .
الوقفة المتأنية مع رجال الإطفاء للنظر بواقع عملهم ومتطلباتهم الأساسية بات ضرورة ملحة بهدف إنصافهم.
ونشير هنا إلى أن قضايا ومتطلبات رجال الإطفاء معروفة لدى الجهات المعنية والوعود كثيرة في هذا المجال لكن هيهات ….ما بين القول والفعل فرق كبير ، فهل تصحو الجهات المعنية وتعمل بجدية وتربط القول بالفعل لإنصاف رجال الإطفاء ؟ نتمنى ذلك .
محمود الشاعر