هي صور , استنزلها الزمان عبر مدارات من مواضعات دارت في معالمها ذكريات , بعد أن كانت أحداثا . و راحت تنبض على وقار صمتها بأنفاس معطرة تحمل ما استنزل الزمان من فرادات في خصوصيات أو معطيات في أمور موضوعية والقاسم المشترك ناهض بكينونتك ذاتا تتملى وأحداثا اتسعت لها هاتيك السنين ومفردات الأيام ما اختزنت من مؤونات تكون زادا مخبئا في جرار تحكيها صور بصمتها , وترمقها بعينيك بوحا وفي مهاد الروح يحتفي زحام التأملات بألف وجد و إحساس , وغنى من مقاربات هي على سطور كل إحساس مابين دمعة تنهمل في عميق انتباه و الزمان إلى هناك. وفم وإن لم ينبس ببنت شفة , فحسبه أنه يمور بكلمات وما بين التلاوين في صور وأحداث من عبر وزمان في سفر وانتباه في تأمل يروح بك كل مشهد في صورة إلى عوالم في تصورات واكتناز أحاسيس فلكأنك تسمع أصواتا و تستحضر تلك اللحظات في أمانة معنى الانتماء لسيرورة هذه الترانيم وهي توقع ذاتها ألحانا شجية فتقرأ تعاقب الزمن وتصعد سفوح الآمال وتنحدر صوب أودية من هدوة في سكينة وحسبك استراحة وعيناك مابين اخضرار في كل ما حولك و ذرا في علياء أطواد ترتسم سلاسلاً من جبال وتنبسط أمامك مساحات من سهول مداها آفاق و آفاق حتى يغالبك البعاد سرابا فتمخر بأحلامك أشرعة تشق عباب الخيال ومابين صور و ذكريات وحسيس واقع تنهض بذاتك فتقرأ صورا تتقرّاها ببصيرتك و يمرح في عوالمها الخيال محاولا استراق كل تفاؤل ومن شذرات كل شعاع وبخيال طفولي تهمُّ بألف شال وشال من غير أن يدانيك إحساس بعجز , ودنياك سعي نحو أقدار جميلة من غير أن يدفعك سلوك هنا أو هناك في تعثر قول أو فظاظة في سلوك أو غياب في انتباه . أن يقلل من فطنة نباهتك إدراكا بمعنى فروق فردية ومزايا من خبرات ومهارات وثراء في معارف و سداد في كل سمو . فتراك تزدهي بمطالع كل صور تفيض ببركة الخير و الحب و الجمال . وهي قناعات في شميم قيم وضمائر تعزز لديك كل معنى لحفاوة كل كرم وبناء فعندئذ تستكين إلى طمأنينة لا يدانيها كسل أو يرمي تعثرٌ على معالمها صوراً تشكو ندوبا ولا تكون محطّ كالحات أتعبها شحوب . هي صور على صقيل ورق مقوى أمانات لجمال في ثراء كل ذكرى , وغنى مقطّعات في النثر والشعر والفكر تروي ظمأ من أدمن الهمس وشوشات و أصاخ السمع نحو كل معتق من بوح مهذب في كلمة أو فكرة أو سلوك أو إيقاع أو دهش في فكرة هي من خدر ولادات كل ابتكار .هي صور وهي الحياة !.
نزار بدّور