تعتبر شجرة الزيتون ثروة بيئية واقتصادية هامة تعمر طويلا ً وتمتاز بقوة تحملها لمختلف الظروف البيئية ولاتتطلب الكثير من العناية ،نجحت زراعتها في بلادنا بشكل كبير، إذ تعتبر سورية الموطن الأول لهذه الشجرة .
مناسبة الحديث عنها كوننا نعيش هذه الأيام موسم جني محصول “الذهب الأخضر” في مختلف ربوع بلادنا ،ومع قطاف الزيتون ، تدور الأحاديث بين المشاركين بموسم القطاف سواء الأسر أصحاب الحقول أو الورش العاملة التي تنتظر هذا الموسم لتتقاضى أجرها عن عمليات القطاف ،وفي بساتين الزيتون تتآلف القلوب لأن القرب من هذه الشجرة المباركة يشع بالعطاء والخير والمحبة التي تعم الجميع .
وعند الحديث عن شجرة الزيتون نذكر المزارع الذي بات اليوم حاله يرثى له فهو بأمس الحاجة للمساعدة ومد يد العون ليثابر على العمل والعطاء والإنتاج إذ أن تكاليف متطلبات الإنتاج قفزت قفزات جنونية ، بدءا ً من أجور ساعات الحراثة التي وصلت إلى أكثر من 15 ألف ليرة للساعة الواحدة بالإضافة لأجور اليد العاملة والمواد الزراعية من بذار وسماد وغيرها ..
نعود لشجرة الزيتون التي تعرضت مؤخرا ً لانتكاسات مؤسفة أهمها الحرائق التي حصدت مساحات شاسعة من حقول الزيتون في العديد من المناطق ، هذا الأمر الذي يدعو الجهات المعنية للقيام بواجبها وأداء دورها في التعويض على المزارعين بما فيهم مزارعي الزيتون والأهم مساعدتهم في استعادة الخضرة والبسمة لحقولهم بالإضافة للنظر في القضايا والصعوبات التي تعترض عملهم لإيجاد الحلول الناجعة لها لتبقى أرضنا خضراء وفلاحنا مصدر قوتنا وصمودنا .
محمود الشاعر