عند وفاة أي شخص بسبب الداء المستشري – الكورونا – يسارع أهله إلى تغيير القصة وإخفائها وكأن أمراً معيباَ لحق بحق من أصيب بها لتصبح الوفاة بسبب جلطة أو مضاعفات مرض مزمن كان يصارعه المريض … وكأن الكورونا اللعينة أصبحت عاراً يلطخ سمعة العائلة!
والجريمة الأكبر بحق أهل المصاب أنفسهم وحق المجتمع هو فتح مجلس عزاء لتقبل التعازي بالفقيد ضاربين بعرض الحائط كل التعليمات المتعلقة بالوقاية من هذا المرض وبالصحة العامة ,وبالتالي نقل العدوى لعدد كبير ممن قاموا بواجب العزاء ولأسرهم .. وهنا الطامة الكبرى ! فوجود شخص من عائلة المتوفي وقد لا يكون مصاباً بل يحمل الفيروس ومناعته قوية – ناقلاً للعدوى – يعني نقل العدوى لكل من صافحه وقام بأداء واجب العزاء متجاهلاً حجم الكارثة.
لذلك فإن الالتزام بأداء واجب التعزية عبر الهاتف أومواقع ووسائل التواصل الاجتماعي أمر بات ضرورياً وبدون إحراج مهما كانت درجة القرابة أو الصلة مع أهل من فقد عزيزاً بمرض الكورونا لأننا نمر بظروف غير طبيعية تحتاج التأقلم معها وتغيير بعض العادات .. فما قبل الكورونا ليس كما بعدها ..
وقد علمنا جميعاً كيف اتخذت محافظة طرطوس مؤخراً مجموعة إجراءات بإغلاق كافة صالات العزاء والأفراح والمناسبات الأخرى .. لعل القائمون في محافظة حمص يحذون حذوها مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة والعافية.
نبيلة إبراهيم