نقطة على السطر.. ولتربية الأبقار شجونها ..

أخذ ينام على حلم مزعج ليستفيق على كابوس ثقيل وهو يعلن عن خسارات متتالية لحقت به نتيجة نفوق بقراته الواحدة تلو الأخرى والتي كانت تدر عليه دخلا ً مقبولا ً، فمن خلال الحليب الذي  تحلبه البقرة كان ينتج أصنافاً من اللبن والجبن والقشطة والسمن العربي ، فيبيع منتوجاتها وتعينه في مسيرة حياته الشاقة  والتي حافظ على توازنها طيلة سنوات ماضية ، فخسارته اليوم فادحة بنفوق آخر بقرة لديه ..

 ضاع حلمه باقتناء بقرة جديدة فالأسعار حلقت عاليا ً جعلته يعيش حالة مدّ وجزر بين وجع الحاجة وبين محاولة السعي وراء القروض وصعوبة الإجراءات ليتسع الفراغ لآلاف الحاجات والرغبات التي باتت ممنوعة عليه اليوم ، ويعزو سبب نفوق  أبقاره  كما غيره من المربين إلى اللقاحات  المهربة من مصادر غير آمنة ، إذ لم تخضع مصادرها للرقابة  الدوائية ، فكان لهذا أثره البالغ في ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته وما ينتج عنه من غش وتلاعب بالمواصفات  خاصة الجبن والسمن العربي ..

فالارتفاع الجنوني للأسعار أرخى بظلاله العميقة على حياة المربين والمستهلكين معا ً لتزيد أعداد المنشغلين المهمومين بمراقبة الأسعار، فلا أمل إلا بتقديم المساعدات العينية والمادية للمربين كي يعودوا إلى مزاولة المهنة حتى لا تبقى الأبقار والمواشي في حكم المنقرضات ..

 عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار