ارتفاع سعر زيت الزيتون يزيد من معاناة المواطنين … سعر الصفيحة يرتفع إلى 100 ألف ليرة… كلفة كيلو الزيتون البعل 662 ليرة… زكريا:ارتفاع مستلزمات الإنتاج والحرائق يشعل الأسعار…

بعد فترة قصيرة من اندلاع الحرائق في مختلف قرى الريف الغربي في حمص وفي الساحل انتشرت وبسرعة البرق أقاويل عن إحدى نتائج تلك الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وهو ارتفاع سعر صفيحة زيت الزيتون أضعافا مضاعفة في السوق المحلية، نتيجة قيام التجار بالاحتكار والتهريب إلى دول الجوار لجني الأرباح الخيالية..  

وتنتشر زراعة الزيتون بشكل واسع في أكثر المحافظات السورية، لجدواها الاقتصادية، وتحتل  سورية مكانة هامة عربيا وعالميا في زراعة الزيتون وإنتاج الزيت..  

و يعاني مزارعو الزيتون في ريف حمص الغربي في هذا الموسم من ارتفاع تكاليف الإنتاج (أعمال الحراثة نتيجة ارتفاع أسعار الوقود وارتفاع أسعار الأسمدة) ، وغلاء اليد العاملة، الأمر الذي ترك آثارا سلبية على قطاع الزراعة عموما، وإنتاج زيت الزيتون خصوصا….  

حاولنا في هذه المادة  معرفة أسباب ارتفاع سعر صفيحة الزيت من خلال لقائنا ببعض المزارعين وأصحاب المعاصر وانعكاس ارتفاع السعر على المواطن.

وأكد المزارع عطا الله 60 عاما، ، أن موسم الزيتون هذا العام مقبول، لافتا إلى أنه يعاني من نقص اليد العاملة، وارتفاع أجور العمالة، ما دفعه إلى جني محصوله بيده بمساعدة أفراد أسرته في أيام العطل وأشار إلى أن بعض المزارعين يبيعون ثمر الزيتون للمواطنين لتخفيف النفقات بسعر ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، مشيرا إلى أن مستلزمات إنتاجه باتت باهظة، والبعض ليس لديه القدرة المالية الكافية لتحمل كافة التكاليف, وأضاف لدي 30 شجرة زيتون أنتجت هذا الموسم قرابة مابين 300- 400 كيلوغراما من الزيتون فيها ما يقارب 3 صفائح زيت زيتون، وهي تكفي حاجة عائلتي لهذا العام..  

ونوه المزارع يوسف (55 عاما)، بأنه يملك أرضا واسعة مزروعة بالزيتون ، وأن موسمه جيد هذا العام، موضحا أن ارتفاع سعر مادة المازوت انعكس سلبا على إنتاج الزيتون والزيت وأن ارتفاع أسعار الوقود المخصص لأعمال الحراثة والعصر وغلاء كلفة اليد العاملة يتركان آثارا سلبية على الزراعة ، مبينا أنه رغم كل الأهمية لهذه الشجرة إلا أن هناك تكاليف باهظة في إنتاجه خاصة في هذا العام، مؤكدا أن الغلاء يدفع المواطن ثمنه في النهاية,  وبيّن أن المزارع يتحمل أعباء كبيرة ابتداء من حراثة الأرض وتسميدها وصولا إلى تقليمها وجني ثمارها، مؤكدا أن أجور اليد العاملة مرتفعة  (500) ليرة عن كل ساعة قطف زيتون  ..

ولفت المزارع فهد(45) عاما إلى أن التكاليف التي يدفعها المزارع لا تتناسب مع حجم الإنتاج، ما يجعله في قلق مستمر .. وقال :موسم هذا العام مقبول ، لكن هناك معوقات إنتاجية أخرى غير ارتفاع أجور اليد العاملة منها ارتفاع تكاليف عصر الزيتون ، إذ أن كل كيلوغرام زيتون يكلف 65 ليرة أجرة عصر للمعصرة، إضافة إلى ارتفاع أجور نقل ثمار الزيتون من الأرض إلى المعصرة بحيث تصل إلى 20 – 25 ألف ليرة .. مؤكدا أن كل هذه التكاليف ستزيد من سعر صفيحة زيت الزيتون.

 ورأى بعض المزارعين أن ارتفاع سعر الزيت يعود لارتفاع سعر الصرف الذي أثر على  مستلزمات الإنتاج وحتى على الأيدي العاملة، كما أن احتكار التجار للمادة، وتصديرها إلى دول الجوار ومنها إلى دول خليجية وأوروبية، جميعها عوامل أدت لرفع السعر المحلي للصفيحة من 30 ألفاً إلى 100 ألف ليرة خلال عام واحد. كما أشار أحد المزارعين إلى أن سبب ارتفاع سعر صفيحة الزيت يعود للحرائق التي قضت على مواسم الزيتون في أغلب المحافظات السورية وخاصة الساحل ، وقيام بعض التجار بإخفاء ما لديهم من زيت الزيتون خوفا من انخفاض الإنتاج ,وأضاف : نحن ندرك أن ارتفاع سعر (صفيحة زيت الزيتون) التي تحوي ما يقارب 16 كغ إلى 100 ألف ليرة ، زاد من معاناة المواطن وسط أوضاعاً معيشية واقتصادية صعبة ولكن ما باليد حيلة ونوه إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وتكاليف السقاية وأجور المعاصر إلى جانب خسائر الحرائق، ساهم في ارتفاع أسعار زيت الزيتون.. وأنهم إلى الآن ينتظرون التعويضات التي وعدوا بها بسبب الخسائر الناجمة عن الحرائق ..  

وبين  محمد خير “صاحب معصرة” في ريف حمص الغربي أن هناك تسعيرتان لعصر الزيتون، الأولى 65  ليرة سورية مقابل عصر كل كيلوغرام زيتون مع عرجون، وبـ 55 ليرة سورية بدون عرجون أما التسعيرة الثانية فتكون عينية، حيث يتم احتساب نسبة من الزيت الناتج عن العصر سواء مع عرجون أو دونه لصالح المعصرة، وحول ارتفاع أجور عصر الزيتون ضمن المعاصر، قال : إن أجور العاملين و النقل وصيانة وتكاليف وقطع تبديل المعاصر ارتفعت أضعافا قياساً بالعام الماضي .  

التوازن بين العرض والطلب

المهندس موفق زكريا رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين بحمص قال : بلغت المساحة المزروعة بالزيتون للعام الحالي 964 ألفا و887 دونما ، والإنتاج المقدر 114 ألفا و476 طنا ،و 890 ألف صفيحة زيت وبلغت كلفة الكيلو الواحد من الزيتون البعل 662 ليرة ، بينما بلغ إنتاج العام الماضي من الزيتون 75 ألف طن وكلفة الكيلو 335 ليرة , وأضاف : من أسباب ارتفاع أسعار الزيت ارتفاع تكاليف الإنتاج من أجور فلاحة وعمال وغيرها ، وأنهم في اتحاد الفلاحين يتوجهون للقطاع العام و السورية للتجارة للتعاون في تصريف فائض الإنتاج من المادة ويطالبون الجهات المعنية بفتح منافذ للتصدير الخارجي لفائض الإنتاج لتحقيق التوازن بين العرض والطلب  ..

بشرى عنقة – هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار