رحل مساء 18/12/2020 الناشر والأديب عبد الجبار نبيه الجندلي وهو صاحب أقدم دار نشر في حمص ,من مواليد 1948 درس الحقوق وعمل منذ بداية حياته في الطباعة والنشر واستمر في هذا العمل حتى آخر أيامه ,فقد شارك في معرض السيدات المميزات منذ أيام مضت في حي الإنشاءات كما أقام مؤخرا أسبوع الرواية والترجمة في مقر دار الإرشاد حضره شخصيات اجتماعية وسياسية عديدة كما واظب بالتعاون مع بعض المهتمين على نشر نتاجات الشعراء المهجرين و عني على وجه الخصوص بالترجمة . شهادات
يقول صديقه الدكتور حسان قمحية: أما اتَّفقنا يا أبا نبيه أن نكملَ إصدارَ سلسلة شعراء الـمَهْجر معًا، وقد بقيَ منهم ثلاثة أما قلتَ لـي عندما بدأنا العملَ: دعنا نرقِّم أعلامَ السلسلة على الأغلفة، فقلتُ لك: لا نعلم كيف تمضي الأيَّام، فلنؤجِّلْ ذلك إلى نهاية العمل كيف اخترت الرَّحيلَ وما زلنا نعمل ونَنْشر. من سيُقيم حفلةَ توقيع بقيَّة الكتب، ويدعو الـمؤلِّفين والباحثين والأدباء والـمهتمِّين للحضور ليحتفلَ معهم بتلك الكتب؟ لقد كنتُ، ساعةَ وصلني خبرُ رحيلك الفاجِع، أتناقش مع شقيقي بشأن موعد نشر الكتاب الأخير الذي سيضمُّ أعلامَ الأدب الـمهجري السُّوري ، لكن القدر لم يشأ أن تراه… الكُتُبُ حزينة يا أبا نبيه على فراقك، رحمك الله وغفر لك، ولا عَزاءَ للكتاب من بعدك إلا أن تستمرَّ دار النشر في خدمة الثقافة الأدب.
المترجم والأديب حسين تقي سنبلي يقول: حمص تودع رجلا من رجالاتها, وقامة من قاماتها عميد دور النشر في حمص الأخ والصديق عبد الجبار الجندلي ، إن العين لتدمع والقلب ليحزن على فراقه و إنا لله وإنا إليه راجعون.
الصحفي ساطع الأزهري قال في رثائه: رحل رجل الثقافة والأدب الأستاذ عبد الجبار الجندلي صاحب مكتبة الإرشاد العامرة بالكتب الأدبية والدواوين الشعرية والكتب الثقافية من روايات وقصص كانت مصدرا ثرا للطلبة الجامعيين لأنها غنية بأمهات الكتب التاريخية وكتب التراث والمراجع الإسلامية والمؤلفات لكبار شعراء الأدب العربي , توسع في نطاق النشر عن طريق إقامة معارض الكتب بالتعاون مع العديد من دور النشر في مقهى الروضة الشتوي بحضور جمهور كبير ومنوع، اهتم دائماً كعادته بأمهات كتب الثقافة ودواوين الشعر والأدب والثقافة على نطاق أوسع ترتيبا وتنضيدا وأناقة, وكان رحمه الله يستقبل المراجعين والمقتنين بابتسامة عريضة مرحبا بالجميع وملبيا طلباتهم بيسر وسهولة أمضى عمره متنقلا بين التعليم وافتتاح دور الثقافة والمكتبات مقدما للأجيال كل مايحتاجونه من مصادر بما يلبي دراستهم ومعرفتهم.
الأديبة ابتسام نصر الصالح قالت : سيبقى في قلبي لآخر لحظة في حياتي.. هو أبي الروحي وقف بجانبي ودعمني منذ انطلاقتي لكتابة أدب الأطفال والقصة القصيرة وتعامل معي بكل محبة وإنسانية خالصة، فكان الفضل لهذا الإنسان الطيب في كل نتاجاتي اللاحقة ، كان يحاورني بفكر منفتح ومتحرر ويوجهني إلى الأفضل دائما , وكان وهو يجيب على الأسئلة يأخذ بين يديه مرجعا من الكتب ليقرأ جملة أو مقولة تؤكد الرأي الذي أعطاه وهكذا تعلمت منه الكثير في الأدب والحياة, بدأت قصة محبتي لدار الإرشاد من خلال لقاءاتي المستمرة مع صاحبه عبد الجبار نبيه الجندلي منذ عام 1997 حيث كان مكتب الإرشاد ملتقى للأدباء والصحفيين يجمعنا بمحبته وتقديره للأدب وتعود بي الذاكرة إلى عام 2010 من خلال الملتقى الأول للقصة القصيرة بحمص حيث أعجب الأستاذ عبد الجبار بقصص الأدباء المشاركين فقرر أن ينشر القصص على حساب الدار ضمن كتاب حمل عنوان “تجليات” . لذلك كله أقول له لن أنساك أبدا ستبقى نافذتي على الحياة والشمس . وللأسرة الثقافية في حمص وأسرته الصغيرة التعازي الحارة .
ميمونة العلي