يبدو أن تكرار الأزمات في حياة المواطن ولّد لديه حالة خوف مزمن يخشى أن يطول أمدها فيتعايش معها…
إذ يوما ً بعد يوم تزداد رنة الخيبة حدة في سعيه لتأمين مستلزماته الضرورية لبقائه واستمراره ، فتولدت في نفسه أسئلة جلية وملاحظات واضحة يأمل أن تأخذها الجهات المعنية بعين الاعتبار… هؤلاء الموكلون بالارتقاء بالواقع المعيشي للمواطن الذي يتساءل اليوم عن مصير الشاي المستورد والذي ظل حبيس المستودعات بأطنان هائلة لسنوات طويلة دون أن يتم تصريفها باستبدالها بشاي صالح للاستهلاك البشري ببيعها كسماد زراعي أو كمواد أولية للأعمال الصناعية ، في وقت هو بأمس الحاجة لحفنة شاي بسعر مدعوم بعد أن حلق كيلو الشاي عاليا ً في الأسواق المحلية ، خاصة أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك كانت قد صرحت بداية العام الحالي أنه سيتم توزيع مادتي الشاي والزيت إضافة إلى الرز والسكر بسعر مدعوم ولكن… هيهات!، ويضاف إلى ذلك خذلانهم بوصول الرسالة المنتظرة من قبل شركة تكامل بخصوص مادتي الرز والسكر عن الشهرين الماضيين والذين أبدوا سخطهم لعدم حصولهم على حصصهم منها فأخذوا يحصون خسائرهم… لكن المهم أنهم لم ييأسوا وتخطوا ماحصل بانتظار حظ أوفر في الشهرين الحاليين ..
يركضون ويركضون في كل اتجاه فحظهم من المازوت لم يكن أفضل (من الرز والسكر)بعد أن تأخر توزيع المادة و يأملون الحصول على مستحقاتهم حتى لو تم تخفيض الكمية ، كون البرد هاجمهم ونخر عظامهم ..
كل ذلك يجعلنا نستنتج عنوانا ً للحياة الحاضرة ” قانون الحياة يشق طريقه الصعب” والذي بلور عقدة المواطن ليصبح شاهد إثبات على زمان انقلبت فيه الأحوال وجعلته لا حول له ولا قوة يصارع في غمار غده القلق الذي امتدت إليه يد السارق والغشاش والفاسد ومفتعل الأزمات والمتخبط في قراراته هؤلاء الذين تزداد أعدادهم بعد أن غيبت ضمائرهم في مقابر الجشع والطمع هدفهم التربع على عرش الثراء ، أولئك الذين استغلوا المواطن و أتعبوه في رحلة الصد خلال محاولته الحصول على حاجاته اليومية ..
عفاف حلاس