يرحل العام 2020 محملا ً بحقائبه المليئة بآلامنا وأوجاعنا وانكساراتنا ، ضاقت فيه أحلام المواطن حتى كادت تنحصر في الحصول على رغيف خبز مصنوع بالجودة المطلوبة من دون الوقوف طويلا ً في طوابير المنتظرين ، أو وجبة غذاء يتصدرها طبق اللحمة التي غابت هذا العام عن موائد السوريين ، وتزينها أطباق الخضار التي ارتفعت أسعارها في عز مواسمها .
هو عام صار فيه المواطن يطرب لصوت تدفق المياه في خزان بيته بعد انتظار يدوم لأكثر من عشرين يوما ً ، أكثر من طربه لصوت أم كلثوم في حفلاتها المشهورة وتسعده رؤية بريق الكهرباء في بيته بعد انقطاع يستمر لأكثر من أربع أو ست ساعات مثلما تسعده إشراقة الشمس في يوم كانونيّ بارد.
في العام 2020 وبينما كان العالم بأسره يعاني من انتشار فيروس كورونا كان المواطن السوري يعاني من فيروس آخر أشد فتكا ً وأكبر تأثيرا ً على حياته المعيشية وهو فيروس الغلاء الفاحش المتصاعد الذي تزامن مع تجاهل الجهات المعنية لمطالب المواطن وعدم اتخاذهم إجراءات جدية ناجعة لإيجاد حلول لمشاكله المعيشية اليومية وأداء حقوقه البسيطة التي يحصل عليها المواطن في أي مكان في العالم دون عناء أو تفكير ، بينما تمتص هذه المشاكل طاقته وتسلبه هناءة العيش فيمضي العمر وهو يجد نفسه يدور في حلقة مفرغة ولايحقق خلاله إنجازا ً ولايطمح إلا للحصول على أبسط حقوقه .
يأمل المواطن السوري أن يكون العام الجديد عام خير تتعالى فيه أحلامه عن أن تنحصر في مجرد اسطوانة غاز أو 100لتر مازوت أو عبوة زيت نباتي ، وأن تتم محاسبة المقصرين بأداء واجباتهم قولا ً وعملا ً ليدرك المعنيون الذين على مايبدو أنهم غير معنيين في شيء أن مقياس نجاح المسؤول يعتمد على مايحققه من خدمات للمواطن والقدرة على معالجة مشاكله وتحسين وضعه المعيشي .
مع اقتراب العام الجديد نتمنى كل الخير لسورية وشعبها الصامد وكل عام وبلدنا الحبيب وقائدنا بألف خير .
* محمود الشاعر