بمعنى هل يختلف عن سابقه ؟!. السؤال صعب ولا يمكن أن نجيب عليه لأننا ببساطة لا يمكن أن نتنبأ ما الذي يحمله العام الجديد لنا . ومن هنا فإن توصيف العام بـ “الجديد ” هو لتمييزه عن العام المنصرم .
عام جديد ؟!
لا بد من التفاؤل والإنسان محكوم بالأمل ، وهو حال البشر منذ وجد الإنسان …. والإنسان ابن محيطه وبيئته و ابن وطنه ، وبالتالي فإذا كان الوطن بخير فالمواطن بخير أيضاً . والعام الذي ودعنا و دخل ذمة التاريخ ، كان عاماً صعباً على السوريين ، بسبب المؤامرة الكونية على وطننا ، والحصار المجرم علينا . ولقد طار صواب أركان المؤامرة بعد الانتصارات الميدانية وتطهير أكثر الأرض السورية من رجس الإرهاب ، فعمدوا إلى الحصار لتجويع الشعب السوري ، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً لأن ” المرأة الحرة تجوع ولا تأكل ثدييها .. ” كما يقول المثل المعروف… فشل الحصار والمواطن صامد على الرغم من صعوبة العيش والمعاناة . فهذا الشعب الذي قدّم الشهداء من أجل سورية حرة كريمة لا يمكن بحال من الأحوال أن يحيد عن الطريق الوطني الشريف المستقيم . فهذا ليس أول حصار ، ففي بداية الثمانينيات من القرن الماضي صمدنا وانتصرنا و باؤوا بالفشل .
عوامل الانتصار على الإرهاب هي نفسها عوامل الانتصار على الحصار بكل أنواعه . شعب متماسك ، صامد ، متمسك بأرضه ثقته مطلقة بقيادته . وهذا يشكل صخرة لا يمكن النيل منها من قبل المتآمرين الأمريكان والصهاينة ومن يدور في فلكهم . ولعلنا نقول إنه حتى اليوم لم يتأخر راتب الموظف يوماً واحداً ، ولم يتوقف مخبز واحد ، ولم تغلق مدرسة واحدة أو جامعة أبوابها . ولم تتوقف الندوات والمحاضرات الثقافية في أي مركز ثقافي ولم تغلق أية مؤسسة بابها بوجه المواطن , هذا دليل على فشل الحصار ..!!
ما المطلوب الآن ونحن في بداية عام جديد ؟!
السؤال يكتسب أهمية بسبب الظروف الحالية والمعاناة المعيشية … المطلوب هو الإخلاص في العمل، حتى نرتقي ونتقدم , فالقيمة المضافة مطلوبة دائماً ، كي نحصل على نتائج أفضل في مدارسنا ومصانعنا وحقولنا ، ومراكز خدماتنا .
وإذا كانت الزراعة سندنا الأهم ، فإن أراض جديدة دخلت الاستثمار . وبدأ العمل في إعادة زراعة الأراضي التي أحرقها المجرمون أدوات المؤامرة ، الذين ينتظر الشعب السوري معاقبتهم وما يثلج الصدر أن السيد الرئيس بشار الأسد ، شارك شخصياً في حملة التشجير وغرس الأشجار ، وتم تأمين مستلزمات هذه الحملة من قبل الجهات الرسمية بتأمين الغراس مجاناً وكذلك الآليات الزراعية . وثمة خبر يثلج الصدر هو أن سورية من بين الدول الخمس الأكثر إنتاجاً لزيت الزيتون ، والزيت السوري مشهود له بجودته ، حسب المختبرات العالمية .
نعود إلى ما قاله مدير متحف اللوفر الأسبق ” لكل إنسان في هذا العالم وطنان …وطنه الذي يعيش فيه ، وسورية “
لكل مواطن سوري دوره في عملية إعادة البناء والإعمار، والصمود …
كل عام وشعبنا بخير …!!
عيسى إسماعيل