تحت ضغط الحاجات التي لا ترحم وقلة مستلزمات الحياة في ليال معتمة ، نضع أيدينا على خدودنا واجمين ، آملين في حل مشكلة ما اعترضتنا أو علاج مرض اجتماعي استشرى وفرّخ حولنا .. ربما ننتظر إصلاح عطل آني إما في التيار الكهربائي أو في أية قطعة كهربائية من أدوات المنزل أقض مضجعنا وحولنا لآلة تدمن الانتظار ..
نستسلم خلال ذلك لأمل كاذب وتفاؤل في غير محله ، أو معجزة تدخل الطمأنينة إلى قلوبنا وتضيء ليلنا المعتم و بأدنى الخسائر المادية الممكنة .. نأمل كثيراً في الحلول السريعة لأن علاج أية مشكلة أو إصلاح أي عطل يكون في أوله أسهل وأكثر أماناً ومتانة وقوة ، فإذا أهملناه يكبر وتتطاول أذرعه ليكبر معه الهم والوجع ويزيد التحدي والعناد ليستعصي على الحل ..
وحين ينبثق الأمل ببوادر بدء التنفيذ ، نهتف تشجيعاً وتغنياً بالخلاص من المشكلة القائمة ، لنصطدم بواقع العمل السيئ والإصلاح العشوائي الذي يسير على قدم واحدة وربما بأعين مفقوءة ، مما يجعلنا نغضب ، نثور ، ننفعل ، لأننا لم نلق ما يرضى طموحنا ويلبي حاجاتنا ، فسرعان ما نلوي عنق انفعالنا ونكبت ابتسامة صفراء باهتة ارتسمت على وجوهنا ..
يدفعنا سوء التنفيذ إلى وقف مطالباتنا وننزوي داخل قوقعة خيبتنا نسجلها بسرية خرساء..
نحاول من جديد إحياء أمل خادع والحصول على طمأنينة جديدة ، لتتكرر نفس الأخطاء وتظل المشكلة معلقة إلى أمد مجهول ، لتتقلص مساحات الأمل في ظل حياة ملأى بالمشاكل والمشاغل والهموم ، ليبقى العمر مجرد مشروع انتظار طويل ممل ..
عفاف حلاس