لم تأتِ كلمة ” حضارة ” من فراغ بل قامت على أسس واعتبارات فهي ليست مجرد كلمة وأحرف إنما تعبر عن تاريخ شعب وعراقة في الالتزام الأدبي والأخلاقي والقانوني الذي يمارس في تفاصيل الحياة اليومية وفي كل زمان ومكان .
فالسلوكيات التي يمارسها الفرد أينما كان و في أي زمان تنبع من تربيته التي تلقاها على يد والديه أولاً وبيئته ثانياً ويتعامل بها في المجتمع سلبية كانت أم ايجابية لذلك نعزي المواقف غير الطبيعية من سلوكيات البعض إلى تربيته .
وليس هذا فحسب فالكذب والنفاق يغلف تصرفات البعض ويبقى القناع الذي يختبىء خلفه كأن يكون في منزله شخص مختلف عما هو في الشارع فأحدهم مثلاً يتحدث عن هوسه بالنظافة في المنزل وترى مدخل بيته وسلم البناية مليئاً بالأوساخ وأكياس القمامة المكدسة وكأن لا علاقة له خارج حدود باب منزله, و الشارع مكان مستباح لدرجة أنه في بعض زوايا الشارع ترى تلالاً مكدسة من أكياس القمامة بطريقة تثير الاشمئزاز وقد أصبحت مرتعاً للحشرات والقوارض وتكاثر البكتريا .. وهذا الأمر ينسحب على مجمل المرافق العامة في الباص والسرفيس والحديقة والشارع فالاعتداء حسب اعتقادهم الخاطئ على أي مرفق عام هو أمر مستباح دون خجل كسرقة الأمراس الهاتفية أوالكهربائية وحتى أسوار الحدائق ومقاعدها .. لأمر قد عشعش في أذهانهم وراء ذرائع وحجج لا أساس لها من الأخلاق . هؤلاء حقيقة فقدوا الإحساس بالانتماء لهذا الوطن وبالمسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعهم.
نبيلة إبراهيم