في بداية حياتنا كانت أحلامنا تنطلق من موضوعات الرقة والرومانسية ربما كانت الحياة أسهل وأقل عبئاً ، وربما هو فوران الشباب وأحلامه التي لا تنتهي ، لتزحف بنا الأيام وتوصلنا إلى حدود الهم الإنساني وأزماته المعاصرة وسط ظروف قاسية وثقيلة خاصة في سنواتنا العشر الماضية فضغوط الحياة ظهرت وتبلورت وتحتاج إلى حالة إسعاف طارئة .
فليس غريباً اليوم إن غلبت على أحاديثنا مظاهر الحزن والألم وكلمات العزاء والتذمر والشكوى التي لا تنتهي ، وطغت على نفوسنا أحاسيس الخوف والقلق والملل والضجر والخسارات المتكررة التي تفجر العواطف والانفعالات المختلفة والمعقدة ، نحاول البحث عن ملاذ ، عن معين عن منقذ يبعث الأمل والتفاؤل .
لم نعد نجيد لغة الفرح، إذ وباء كورونا أخافنا وسلبنا أحبتنا ، والغلاء المعيشي أقلق ليلنا وأطلق ألسنتنا بهوس جنوني ، وحاجتنا للدفء والكهرباء والغاز أحدث خدراً عاماً في مفاصل علاقاتنا الاجتماعية ، فلا دعامة مادية للأسرة ولا إحساس صادق بالفرج ينقذنا.
النفوس المريضة أودت بثقتنا إلى غياهب المجهول وأقضت مضجعنا بالتفكير أن القادم ربما يكون أصعب ، ترانا لاهثين لالتقاط بعض من سعادة مختبئة لم نستطع إيجادها بين زحام الحاجة والفقر والعوز.
نحصي اليوم دقات قلوبنا المشتعلة بمفردات الهم الذي استجبنا له بكل أنفاسنا وسمعنا وبصرنا ،نحتضن من خلاله شجرة الأمل الفارعة القوية التي تمتد جذورها إلى أعماق الأرض ننتظر مرور العاصفة فيواجهها القوي منا مواجهة الند للند .
عفاف حلاس