في تقرير واسع ، نشرته إحدى الصحف المصرية على موقعها ، عن الكبار الثلاثة .. وإذا كنا لانوافق على بعض ماجاء فيه غير أننا نستعيد ذكرى العمالقة الكبار : عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش، فقد شغلوا الناس ، في وطننا العربي ولايزالون ، لأن كلا ً منهم يشكل علامة متميزة في تاريخ الغناء العربي ، فالإحصاءات الفنية تبين أن الإقبال على شراء ألبومات هؤلاء تزداد عاما ً بعد آخر ..!!، هنا لابد من سؤال يخطر بالبال :/ألن يأتي كبار مثلهم وقد مضى على رحيلهم عشرات السنين ؟!!./
كل يوم نسمع (بمطرب أو مطربة ) يظهر على الساحة الفنية ، لكن الأكثرية الساحقة من هؤلاء لا طعم فني لهم من حيث اللحن والأداء والكلمات !!.
شعراء الأغنية الكبار الذين كتبوا للكبار الثلاثة رحلوا أيضاً ” بيرم التونسي ومأمون الشناوي وجورج جرداق وعبد الله الفيصل ومرسي جميل عزيز وغيرهم”.
والملحنون الكبار ، هم أيضا ً صاروا تحت الثرى: محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، سيد مكاوي ، ورياض السنباطي وغيرهم .
الأغنية العربية في انحدار، الكل يكرر الكل ، لا ابتكار، على ما يبدو، إلا ما ندر في مجال الفن الغنائي .
ومن خلال حديثه عن عمه يقول محمد شبانه” ابن شقيق عبد الحليم”: إن هناك أكثر من ثلاثمائة أغنية ، قلما تذاع، لعمي عبد الحليم حافظ ، وقد امتنعت الإذاعة المصرية منذ زمن السادات إلى اليوم عن بث أغانيه القومية والوطنية ، التي لاتزال بعض الإذاعات العربية تبثها .. وينسحب ذلك على بعض “السكتشات” مثل ” وبنينا السد” وهو اوبريت غنائي عن بناء السد العالي .
أما أم كلثوم ، فهي ما تعرف وتلقب بـ” كوكب الشرق” … وكعادته، فإن الشاعر الراحل نزار قباني يبدأ صداقته مع الكبار ، بشجار لايلبث أن يزول لتحل مكانه صداقة متينة، هاجم نزار أم كلثوم ، لأنها غيرت بعض كلمات قصيدته” أصبح عندي الآن بندقية ” الأغنية التي ولدت مع ولادة منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 في القاهرة، وكان نزار قباني قد برز كشاعر مهم ، في ساحة الشعر العربي،وأم كلثوم تتبوأ هرم الغناء..!!.
الراحل الكبير ، فريد الأطرش ، وإن كنا في سورية قوميين حتى العظم، غير أن مايلفت الانتباه، وهذا تزوير للتاريخ، القول ” الفنان المصري فريد الأطرش”..!! صحيح أنه عاش ودفن فيها ، بناء على وصيته ،وغنى باللهجة المصرية.. لكن الرجل رحمه الله – كان يفخر بأنه سوري من جبل العرب،محافظة السويداء،وأسرته شهيرة وتعدادها كبير .
الأغنية العربية تحتاج إلى رافعة تعيد لها المجد والانتشار وليس أنصاف موهوبين أو عديمي الموهبة ، يزعقون بكلمات لامعنى لها ولابأس أن يكون لدينا “شرطة فنية” على غرار “الشرطة السياحية ” تلقي القبض على هؤلاء بتهمة إفساد الذوق العام ، وإقلاق راحة الناس ،وبتهمة الإدعاء الكاذب أنهم فنانون ..!!.
عيسى إسماعيل