نقطة على السطر… على خشبة المسرح يردحون

مشكلة نفسية اجتماعية باتت تعشعش بيننا، لأناس كثر نسمع أقوالهم فنراها غير مطابقة لأفعالهم،نشهد شكواهم وتذمرهم  فنجدها مخالفة لطريقة عيشهم ، حتى كدت أتمنى  أن أسجل لهؤلاء أصواتهم وصدى ما يفعلون لأجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يقولوا، أو يفعلوا … فلا نعدم العقل السليم الذي يدرك أن الذين يفكرون تفكيرا ً صحيحا ً أو سليما ً لا يكثرون من القول ، وأن الذين يكثرون من الكلام لا يحسنون التفكير والتدبير ..

 فبعض  الأشخاص  تبنوا قضايا الفقراء واندمجوا  فيها قولا ً  لا فعلا ً وجعلوها لبوسا ً لأحاديثهم اليومية ،  حتى صاروا يتبادلون الأدوار  معهم وكأنهم في ضيق  حال استنفذ كل طاقاتهم وجهدهم،وكامل  نقودهم ،  وربما يشتكون بأن الحياة لم تعطهم حقهم مع أنهم أخذوا من الدنيا حصتهم وحصة غيرهم ، يتحدثون عن ضيق الحال والغلاء الفاحش أكثر مما يتحدث به ذوو الحاجة لدرجة أن حديثهم يكاد يضغط على المخ والمخيخ  حتى كاد يفجره .. أوليس غريباً أن تجد عدداً من أصحاب الملايين خاصة الفاسدين منهم يكذبون الكذبة ويصدقونها،وربما يعيشون أحداثها  لحظة بلحظة وينسون مايغرقون به من أموال وثروات  طائلة ، وممتلكات واسعة لا تأكلها النيران .

 هؤلاء على مايبدو قد ملوا  حياة الشبع والرفاهية فركبوا الموجة الحالية ومزقوا أنفسهم من هذه الحياة الضائعة، الخائبة  حسب تعبيرهم …. اندمجوا بقضايا الفقراء، استمعوا إلى  أوجاع  الناس فتأثروا بها وأعجبتهم فأصيبوا بالعدوى نفسها  بإحساس كاذب ومشاركة  خلبية دون أن نرى أيديهم تمتد لفقير أو محتاج…
 لندرك أن مانراه ليست سوى مشاهد تمثيلية على حلبة المسرح لاتبكينا  ولاتهز مشاعرنا لأناس استعاروا قضاياهم وهمومهم من الفقراء المتعبين ..

 عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار