لم يكن يوم الثامن من آذار عام 1963 في حياة السوريين يوماً عادياً وعابراً، لما حمله من معانٍ ودلالات نبيلة وسامية أعادت لسورية دورها الريادي والحيوي، وأعطت شعبها قوة الأمل والثقة بالحاضر والمستقبل مهما كانت التحديات والصعوبات .
58 عاماً لم تهدأ ثورة الثامن من آذار عن العمل والبذل والعطاء فلم يبق مجال من مجالات الحياة إلا وامتدت إليه يد الخير والبناء محققة انجازات هامة وصروح متعددة في جميع المجالات,وإذا ما أردنا أن نعدد منجزاتها جميعها ، سنحتاج إلى مجلدات ، لأن العطاءات أكثر وأعظم أن تتسع لها هذه الزاوية.
أن ثورة الثامن من آذار التي تحدثت عن نفسها بالأفعال والمواقف كانت نهجا شعبيا ووطنيا وقوميا بدأت عنده تحولات تاريخية في مسيرة بناء سورية الحديثة.
الحديث عن هذه الذكرى المجيدة يعني الحديث عن العطاء والبناء ورحلة الانجاز حيث ارتسمت لوحة تزين صدر الوطن شموخاً وعطاء ونراها اليوم واقعاً ملموساً في كل بلدة ومدينة .
أن ثورة آذار شكلت منطلقاً لبناء سورية الحديثة وفق منظور عمل مؤسساتي يقود عملية البناء وصولاً إلى تحقيق تطلعات الشعب وأهدافه, كما شكلت مفصلاً مهماً ونقلة نوعية عميقة الأثر في تاريخ سورية المعاصر وتميزت بثراء عطاءاتها وإنجازاتها على الأصعدة كافة وفي مختلف المناحي الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية, من خلال تفعيل عملية النهوض المتكامل بالوطن وصولاً إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
تتجدد الذكرى اليوم على وقع انتصارات الجيش العربي السوري الذي لم ولن يتمكن الإرهاب بكل أفعاله وأدواته الإجرامية من الوقوف أمامه بل على العكس زاد السوريين تمسكا به إيماناً منهم بقدرته للتصدي لكل من تسول له المساس بالوطن .
إن ذكرى ثورة البعث مناسبة تاريخية نستلهم منها الدروس لنزداد ثباتاً على ثبات ، نستلهم من فكر البعث ، نتقدم دائماً متجاوزين كل العثرات والظروف بفضل تصدي الشرفاء من أبناء شعبنا لتلك المخططات التآمرية وتفويت الفرصة على المتربصين بنا وبوحدتنا الوطنية.
إن إحياء هذه الذكرى تأخذ أهميتها في تأكيد شعبنا على مواصلة النضال واستعداده الدائم لتقديم المزيد من التضحيات للتصدي للهجمة الإرهابية التي تستهدف دور سورية الوطني والقومي وكافة الإنجازات التي تمت في مجال بناء مجتمع يتطور باستمرار ودولة تحافظ على سيادة الوطن واستقلاله الحقيقي,حيث يواصل شعبنا وجيشنا الباسل مواجهة المؤامرة التي يتعرض لها وطننا بعزم لا يلين وإرادة لا تقهر وتضحيات عظيمة لتمضي سورية بكل ثقة وثبات نحو نصر مؤزر على المستعمرين الجدد وأدواتهم الإرهابية لتعود سورية كما كانت منارة للحضارة والتطور.
سورية شعبا وجيشا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تواصل صمودها الأسطوري في مواجهة كل ما تتعرض له من عدوان وحروب إرهابية وحصار اقتصادي وهي أكثر إصرارا على التمسك بمبادئها التي وضعت أسسها ثورة الثامن من آذار وكرست انجازاتها تضحيات جيشنا الباسل وشعبنا الأبي وصولا إلى تحقيق الانتصار على كل هؤلاء المتآمرين والحاقدين والطامعين.
إن الشعب العربي السوري الذي عرف كيف يدافع عن منجزاته في عهد الثورة طوال 58 عاما قادر على الاستمرار في الدفاع عن مكتسباته الوطنية خلف قائده السيد الرئيس بشار الأسد , فمهما حشدت قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية من أدوات الرجعية والتكفير والإرهاب سيبقى الشعب هو المنتصر لأنه واجه في تاريخه المعاصر العديد من التحديات والمؤامرات وانتصر عليها جميعا.
محمد قربيش