رغم غناها بالمياه قرية مريمين عطشى و منصرفات الصرف الصحي تتسرب إلى الينابيع.. منعكسات سلبية لدوام الابتدائية النصفي ومخصصات الخبز غير كافية

يعود تاريخ قرية مريمين إلى الألف الثاني قبل الميلاد ، تعاقبت عليها حضارات متعددة ووجدت فيها لوحة فسيفسائية بعرض ٥ أمتار وطول ٦ أمتار لعازفات مريمين من الألف الثاني قبل الميلاد ، وكانت تعرف القرية قديماً باسم ماردين السقي وذلك لكثرة ينابيعها كنبع الفوار بعذوبته وغزارته الجيدة والذي كان يشرب منه كل سكان القرية وينابيع أخرى كنبع الزعرورة والجرب وغيرها…غنى القرية بالمياه زينها ببساط أخضر وأشجار مثمرة كالتين والزيتون و الكرمة وخضراوات متنوعة معتمدة على الزراعة المروية لما يزيد عن ٢٠٠ هكتار من الأراضي الزراعية ، يبلغ العدد الإجمالي لسكان القرية ٨٥٠٠ نسمة ورغم التبعية الإدارية الحالية إلى حمص بقيت معلقة مع محافظات أخرى ببعض الخدمات كمديرية الأحوال المدنية  والهاتف من حماة والكهرباء من طرطوس.

للإطلاع على الواقع الخدمي عن كثب زارت العروبة القرية والتقت الأهالي وسجلت همومهم ومعاناتهم.

 عطشى رغم ينابيعها…

كما ذكرنا آنفاً تتميز مريمين بوفرة مياهها وينابيعها لكن تلك المياه ملوثة بسبب تسرب منصرفات الصرف الصحي إلى مياه الينابيع  نتيجة لقدم شبكة الصرف الصحي ، وقد تم تحويل مياه الشرب إلى بئر ارتوازي لا يسد حاجة الأهالي بسبب تعطل محرك الديزل الذي يخدم البئر إضافة لانقطاع التيار الكهربائي المتكرر ونقص مادة المازوت حيث بقي الأهالي أكثر من ١٤ يوماً دون مياه للشرب مما اضطرهم إلى شرائها من الصهاريج كحل إسعافي رغم غلاء سعرها وعدم ضمان مصدرها ،  ويطالبون بإصلاح المحرك لضخ المياه من البئر وزيادة مخصصات المازوت لتغطية ساعات الضخ المطلوبة وإيصال المياه إلى المنازل.

 توتر عال ٍ بين المنازل…

محسن إبراهيم من أهالي القرية طالب بإيصال صوته مع باقي أهالي القرية لشركة كهرباء حمص لنقل خط التوتر العالي الذي يمر من فوق أسطح منازل القرية لأنه يشكل خطراً على الأهالي.

قاعات صفية معتمة

.. قد تكون مريمين القرية الوحيدة في محافظة حمص التي تعمل بعض مدارسها بدوام نصفي كالمدرسة الابتدائية التي يداوم فيها التلاميذ دوامين حيث يستمر الدوام المسائي حتى الساعة الخامسة مساء أحيانا دون إنارة لشعبها الصفية بسبب الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وعدم وجود بديل للإنارة مما يزيد المعاناة ويدفع بالعملية التعليمية إلى الوراء بدل تطويرها والتحفيز على التعلم, ويناشد الأهالي مديرية التربية في حمص إيجاد حل للدوام النصفي في القرية ،إما ببناء مدرسة جديدة أو زيادة عدد الشعب الصفية في المدرسة نفسها وذلك لاستيعاب عدد التلاميذ المتزايد في القرية.

عائلات بدون خبز…

يوجد في القرية مخبز واحد ومخصصات القرية من الدقيق  ٣٥ كيساً وهذه الكمية غير كافية وينقص  يومياً حوالي ٢٥٠ ربطة خبز فتُحرَم ١٥٠ عائلة تقريباً من المادة حيث يبلغ نصيب كل ٤ أشخاص ربطة واحدة فقط (بـ7 أرغفة و بوزن لا يتجاوز 600 غ) وهذا غير كافٍ وطالبوا مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك زيادة مخصصاتهم من الدقيق ..

 معلق وينتظر…

تتبع مريمين لفرع شركة اتصالات حماة  ورغم المطالبات المستمرة بنقل التبعية لنظيرتها في حمص لكن دون استجابة تذكر, حتى أنه توقف مشروع الربط الشبكي مع هاتف حمص بسبب عدم توفر الإمكانية الفنية للوصل والتوسع بشبكة الهاتف الثابت لـ ١٠٠٠ خط  تقريباً , ورغم مد أكبال المشروع لم يتم حتى الآن تركيب العلب .

صرف صحي مترهل

رغم تنفيذ ودراسة عدة مشاريع صرف صحي في بعض أحياء القرية كالمشروع الذي نفذ في الحي الشرقي بقيمة ١٤ مليون ومشروع آخر في الحي الجنوبي تمت دراسته ولم ينفذ .. تعتبر شبكة الصرف الصحي قديمة وغير مجدية  كونها لا تخدم  جميع المنازل نظرا لقدمها فهي منفذة منذ ٤٠ عاماً, ونظرا للتوسع العمراني وزيادة عدد السكان تبقى بعض أحياء القرية تعتمد على الحفر الفنية حتى الآن كالحي الشمالي حيث تقع بعض منازله خارج المخطط التنظيمي بمساحة تصل إلى ١٥ دونماً وبقاء ٢٠ منزلا بدون شبكة صرف صحي إضافة إلى أكثر من ٨٠ منزلا في الحيين الجنوبي والشرقي…

دعم حكومي مفقود..

 يطالب الأهالي في القرية بنقل مخصصات ٢٥ ألف شخص من أهالي تلدو مسجلين (مسبقاً) لدى صالة السورية للتجارة بقرية مريمين , فمخصصات القرية لا تكفي لأكثر من ٢٠ % من الأهالي ويكون النصيب الأكبر لـ٨٠% لأهالي تلدو وهذا يشكل عبئاً كبيراً على أهالي مريمين.

واقع صعب

 شرح رئيس مجلس بلدة مريمين سهيل العبد الله الواقع الصعب وضعف الدعم الحكومي للقرية وحجم العجز والديون على البلدية وعدم وجود أية مشاريع استثمارية مع اعتمادات مالية غير كافية حتى لرواتب الموظفين ..ورغم ذلك نفذت البلدية عدة مشاريع خدمية تشمل تأهيل بعض الطرقات ومشاريع صرف صحي ودراسة عدة مشاريع ضرورية لتخديم القرية لكن غياب الاعتمادات والدعم حال دون تنفيذ أي منها . فقد تم رفع كتب إلى الجهات المعنية لكن دون ردود منها ، سواء مديرية التربية أو شركة الكهرباء أو مديرية التجارة الداخلية ..

 مطالب محقة وملحة

تعتبر مناشدات أهالي مريمين للجهات المعنية  من أبسط مقومات العيش الكريم   وهم ينتظرون الغيث بعد قحط دام طويلا وفي ظل ظروف معيشة قاسية لعل همومهم تلقى الآذان الصاغية والدعم والرعاية المناسبين من أصحاب القرار.

عصام فارس

المزيد...
آخر الأخبار