يأتي عيد المعلم هذا العام وسورية شعباً وقائداً أكثر إصراراً على النصر على الإرهاب بكافة أشكاله ومواجهة ثقافة الظلام، والاحتفال بعيد المعلم هو احتفال بعيد الوطن لما للمعلم من دور كبير في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء فهو من صنَّاع الحضارة وحماتها حيث يعد المعلم الركن الأساسي في أي تطوير تربوي حقيقي وعلى جهوده المخلصة في تأدية أدواره المتجددة يتوقف نجاح العملية التربوية، و من هنا الاحتفال بعيد المعلم لا يكون في يوم واحد فعيده في أيام متعددة من السنة بداية عامه الدراسي عيد، و تميز طلابه عيد، و محبة طلابه له عيد، ونجاح طلابه في نهاية عامهم الدراسي عيد، و اعتراف الطلاب و ذويهم بفضله عيد. وبمناسبة عيد المعلم كان لجريدة العروبة عدة لقاءات منها مع بعض المعلمين للحديث عن دلالات هذا العيد ومعانيه والرسالة التي يؤديها وبخاصة في ظل الحرب الكونية التي عاشها بلدنا على مدى عشر سنوات .
صناع الفكر
مفيد محفوض ” مدرس مادة العلوم” قال : يأتي عيد المعلم هذا العام حاملاً معه معاني ودلالات جديدة لأن المعلم السوري تحدى الكثير من الصعوبات ليواصل تأدية رسالته النبيلة واستمر بعمله دون انقطاع مثل أي جندي من بواسل جيشنا على امتداد ساحات الوطن يواجه الأعداء في سبيل أن تبقى سورية صامدة بوجه كل الضغوط الإقليمية والدولية، لذلك كل ما تشهده المحافظات السورية من حرص على التعليم هو إصرار على الحياة ، فرغم كل ما تعرضت له العملية التربوية ، لم تتأثر بل استطاع المعلم أن يتابع العملية التعليمية دون أي انقطاع ضارباً بذلك المثل في التحدي والصمود , وأضاف : إن صمود القطاع التربوي رغم كل ما مررنا به خلال سنوات الحرب هو بمثابة رسالة للجميع بأن السوريين هم صنّاع الحياة على مر التاريخ، ولا تستطيع أي قوة أن توقفهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية وبناء جيل متمرس وواع وقادر أن يبني مستقبل هذا الوطن، لأن التعليم هو العماد الذي سنرتكز عليه للاستقرار وإعادة البناء والإعمار في المرحلة القادمة..
نسرين الخليل ” مدرسة لغة عربية” قالت :دور المعلم حاضر باستمرار فهو من أهم أدوات النهوض بالمجتمع كونه يعمل على بناء الإنسان ، وقد ازدادت مسؤولياته والتحديات التي تواجهه خلال سنوات الحرب الكونية التي حاولت تحطيم فكر الإنسان قبل جسده ، ونحن بحاجة اليوم للمعلم الذي يملك أعلى درجات التفاني والإخلاص والمحبة والذي يرتقي إلى مرتبة أخلاقية وفكرية عليا ,ويرتقي بفكر هذا الجيل ، وعلى المعلم أن يستعيد دوره التاريخي الذي تحاول التكنولوجيا الحديثة والمتمثلة بالانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي سرقته منه ولا يمكن لأحد أن ينكر أن هذه المهمة من أصعب المهام.ِ
سمار الجبر “موجهة في ثانوية ” قالت : إن هذا العيد يأتي تقديراً لجهود المعلمين ودورهم البناء في تنشئة الأجيال ، فالمدرس صاحب رسالة نبيلة لا تقدر بثمن ، فالمعلمون هم بناة الفكر، وأمل الوطن وشعلته التي تنير الدرب نحو غدٍ أفضل..
تمام الخليل ” معلمة” أشارت إلى الجهود المبذولة من مديرية التربية لإعادة بناء وترميم المدارس وتوفير الكادر التدريسي للنهوض بالواقع التربوي.
قدوة حسنة
محمد السلامة رئيس مكتب التنظيم في نقابة المعلمين فرع حمص قال :الغاية من الاحتفال بعيد المعلم هو التعبير عن قيمة المعلم وعن احترام كافة أفراد المجتمع له ، ومشاركته عيده وإعطاؤه الفرصة للتعبير عن مشكلاته ومحاولة حلها،لتمكينه من القيام بمهمته على أكمل وجه ,فللمعلم دور كبير في حياة كل طالب وتلميذ، هو من عرَّفهم معنى حب الوطن والتضحية من أجله وصون ترابه وعظَّم في قلوبهم شأن الشهادة والشهداء. ، المعلم قدوة حسنة لكل طلابه، يمثل القيم العظيمة فعندما يتبع المعلم أسلوب تربوي فعال، يستطيع أن يستخرج من الطلبة أفضل ما بداخلهم. وأضاف : في عصر تتسارع فيه الاكتشافات وتنتشر التقنيات الحديثة أصبح المعلم أمام تحديات كبيرة في عمله، فمما لا شك فيه أن عملية التعليم معقَّدة ومرَّكبة تسبق عملية التعلُّم. فعملية التعليم تلقي على المعلم مهمة صقل شخصية المتعلم وإبراز طاقاته العلمية والفكرية والإبداعية ، لذلك على المعلم الانتقال بالطالب من المتلقي إلى المتعلم ، وتنمية مهاراته وتمكينه من التعامل مع التقنيات الحديثة، ولكي يمتلك المعلم الكفاءة والقدرة والحضور العلمي والمجتمعي يجب إعادة النظر في وضعه المعاشي، وآخر قرار بمنح تعويض طبيعة العمل 40% للزملاء العاملين في الصف ما هو إلا بداية النظر في تحسين الوضع المعاشي له.ويجب إعادة النظر في بعض القرارات التي تخص العمل التربوي وهنا يبرز دور نقابة المعلمين في الوقوف إلى جانب أعضائها حتى بعد إحالتهم على التقاعد، من خلال العديد من القرارات الإيجابية التي تعتبر مكسبا للزملاء منها: إحداث خزانة التقاعد للمعلمين في 1/4/2016 حيث يستحق الزميل المتقاعد والمسرح صحياً راتب تقاعد من نقابته وهذا الراتب يورّث لمدة سبع سنوات بعد وفاة الزميل، و منح قروض وفق ثلاثة شرائح من صندوق خزانة التقاعد، أيضا تطوير حساب نهاية الخدمة حيث تم تعديل شرائح نهاية الخدمة، و رفع قيمة الوصفة و تعديلات أخرى إيجابية.
بقي أن نقول ..
المعلمون والطلبة في سورية أثبتوا رغم حجم المخاطر والتهديدات الإرهابية أنهم سيبقون بناة المستقبل وحاضره المشرق فهم أبناء حضارة عريقة علمت العالم برمته الأبجدية عبر مختلف الأزمنة والعصور ..
بشرى عنقة