الموت الذي يخطف من نحب وهم أجزاء من أرواحنا … أي صوت رنان وأيّ لحن راق ومتميز .. كميّة الحبّ التي تخرج من الكلمات …وكميّة الطمأنينة التي تصلنا من درجات الصوت والإحساس العميق بالكلمة والأمل الذي ينتشر في أرواحنا من تبعات إحساسها المنقطع النظير …. ” الحبّ وحده قادر أنّ يغسل الأعماق من كلّ تعب ..وفقدان وهجر. “قاتلي بالهجرٍ كيفَ قتلتني قلي بربك ما الذي أنا فاعل صحّ الذي بيني وبينكَ في الهوى يرضى القتيلُ وليسَ يرضى القاتلُ ‘” لكننّا لم نرضَ بهجركِ … وأنت ترتبين إحساسنا بالفقدان وأنت تنسجين بصوتك الملائكي كلّ استيعاب للقهر الذي يسكننا وأنت تزيحين عن حقول أرواحنا سكّة الحياة التي تدوسه كلّ يوم وتثلم أرض الأمل حيث تزرعين فيها الحبّ ولا شيء غيره ….مع صوتك يهذّب إحساسنا ونفيق من صدمة الوقت لنتمتعُ حتى بالموتِ الرحيم ..الذي نموته قليلا قليلا ونحن على قيد الحياة … أليس إذا مات فينا أمل يموت جزء منّا ..؟؟وإذا مات فينا صديق أو عزيز يموت فينا جزء آخر ..؟؟. وإذا كسر الواقع ما بنينا ألا يكون هذا جزأ من الموت … ؟؟ربما يا ميادة كان رحيلك هو آخر ما تبقى منا أو منك . كلماتكِ تهدئ الروعَ وتدعو الأمل رغم الوجع اليومي أليست الطيبة طبع.. والسوء أيضا . … كم مرّة صدحتِ بأغنية يا طيوب ” يا طيوب يا بو الأطياب…صارت الطيبة تنعاب و الطيبة ما هي بالأيد… طبع الجيد ما بيحيد و طبع الردي دوما قلاب” يا لكمية الصدق بهذه الكلمات وعندما تُغنى كم تدخل للقلب لأنها تعجّ بالإحساس إنّها الحياة يا ميادة نتعب ونشقى ونرسم أحلاماً وآمالاً ولكن لا نحصد إلاّ الفراغ نتفاجأ يا ميادة وكما قلتِ بأحد أغانيكِ كيف يحصد الآخرون أحلامنا وهم لاشيء نعم لا شيء . أنت زنبقةٌ سورية غيبها الموت وتركَ أغانيها تربّت على أكتافنا وأرواحنا وتقول أنا هنا معكم وسأبقى .. ” يا طيوب طيبلي روحي…وبطيبك طيبلي جروحي و اللي بحبن ما راحوا…ألا واخدوا معهم روحي يا طيوب … إيه يا طيوب” والأصعب أن يضيع صوتك بوادي ويبقى مجرد صرخة . ” شو صعبة تتعب وتشقى وغيرك يلقى والأصعب إنك تبلى وغيرك يعلى شو صعبة إنك تملى وماحدا يشرب والأصعب إنك تهوى والتاني يلعب بيضلو أصعب من الموت لما بتنادي ويروح منك هالصوت صرخة بهالوادي ” هل نرتاح عندما نعرف أن هذه الحياة فانية وهل نشعر بالإيجابية نوعاً ما عندما نعرف أنّ من اقتنع بنصيبه كما هو وأهدى هذه الحياة التي تبكينا ابتسامة . ونحن موقنين أنّه لا داعي فقط لا شيء يستحق ..لا شيء يستحق .. “مافي شي مستاهل … ما في شي حرزان بكرا كل شي رايح …. نيالو الرضيان ما أحلاك عم تضحك … ولو قلبك زعلان ماهي أول مرة…… معاندنا الزمان”. وداعأ ايّتها الزنبقة التي أيقظت هذا الإحساس الغافي بأرواحنا ويا لك من عظيمة لأنك أنرتِ عتمةً كانت بقلوبنا ..وداعا لأنّكِ أتممتِ رسالة الفن بأمانة وهي أن تهدينا الجمال أو تدلينا عليه .. إنّ من يسكنه الجمال هو من يعطيه وأنت كذلك.
عفاف خليل