في البدء كنت …اليوم تكونين…وفي القادمات من الأيام أنت لك الزمان ولك كل الأمكنة …الملكة المتوجة ،معشوقة المبدعين التي ليس مثلها معشوقة ،البحث عنك لا ينتهي ، وأنت تتجددين لكن رسالتك واحدة ،عند كل الأمم .أنت السيف البتار ،للخير والشر ،فالأتقياء يستمدون النقاء منك :والأشرار يعتدون باسمك على مفردات الحب والخير والحق والجمال.
أيتها الكلمة أحاول الابتعاد عنك ،فلا أستطيع .ليس لأنني مللت صحبتك ،أبداً ،بل لأنني أخشى أن أكون ضيفاً ثقيلاً على حروفك..؟؟ أبتعد عنك بضع ساعات لأعود إليك وأداعب الحروف وأرسم منك أفكاراً ..وخيالات ،دون أن أبرح مكاني قيد أنملة .
عصير دماغ المبدعين أنت .الخلاص من الجهل والظلمة ، أنت . أنت تضيئين الحقيقة .على الرغم من الأشرار الذين يعبثون بحروفك ،كما يعبثون بزهرة ،هي لكل الناس .
تزرعين نخيل الحب في القلوب .تبنين حضارة ،وتهدمين حضارة إذا اعتدى الهدامون عليك .
أنت الأمل ، وأنت المرآة التي ترافقنا ، وتعكس أفكارنا وخيالاتنا ، أحلامنا ،مآسينا…؟؟
هل يجتمع البشر إليك –إلى كلمة سواء – ؟!!
الفصول تتوالد حيث أنت ، وحيث حروفك ،نسغ العقل أنت المتوجة ملكة لطيور العشق الأبدي ، أميرة الأزهار وحورية البحر ،والبحر بلا حورية لا معنى له .
حمامة السلام .والدنيا بلا سلام لا تكون سوى الجحيم ،أنت الثقافة والوعي ترقدين في الكتب تحت الطلب .ننهل منك ولا نرتوي ..أيتها الكلمة غذاء الروح ..والروح بلا غذاء صحراء ويباس وعفونة …؟؟
بالكلمة فتح أجدادنا الدنيا .
وبها نثروا العلوم والمعارف ومن خلالها ،تعرف العالم عليها الكلمة الطيبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها بالسماء .
هل ترانا نعيد لك المجد والعزة ..وتعلو رايتك خفاقة ؟!!
هل ترانا نمسح الصدأ الذي يحاولون إلصاقه بك تهمة باطلة وجهلة مدّعون .
نبحث عن مفاتيح لقلبك الغني بكل إبداع ومحبة ، وعلم وفكر ،بك تشرق قلوبنا ،؟وتتوثب أرواحنا ، ويدق القلب صدى لحروفك الراقية ، الخالدة .
أيتها الكلمة نبحث عنك وأنت تتقمصين كل شيء …فينا أنت …في عقولنا ،وأنت في هذه الكتب البازخة في حضورها رفيقة عمر لنا ؟،عزيزة على المدى ..ابنة لغتنا ، فما أبهاك وما أبهى حروفك يا ابنة اللغة ..!!
عيسى إسماعيل