ما فائدة التأليف إذا كان الإخراج سيئا ً والقائمون على العمل غير جديرين بأدوارهم بمعنى يقارب ويماثل الواقع الذي نعيش فيه تداعيات الغلاء التي لم تعد تطاق حيث تأتي جرعات إنعاش بحزمة قرارات صادرة عن مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة منها فرض عقوبات بحق المضاربين على الليرة ومحتكري المواد التموينية وضرورة توفير المتطلبات اليومية للمواطن بأسعار مناسبة ومواصلة مكافحة الفساد ، بالطبع بتلك القرارات نقرأ رسالة أخلاقية تحذيرية تحاكي من لا وجدان ولا ضمير يردعه بالقول : كفى ، لكن ما جدوى تلك القرارات إذا كانت العقول ذات الصفة ” الانسدادية ” لاتتفاعل ولاتقيم وزنا ً لتلك القرارات وتهمش دائما ً من سعر الصرف الجديد بتبريرات واهية غرضها ضرب عصفورين بحجر واحد والأكل كالمنشار في ارتفاع سعر الصرف وفي انخفاضه الأمر سيان … وتزامنا ً مع تلك القرارات تم تسطير عدة ضبوط بحق متلاعبين بسعر الزيت ( دوار الشمس) ومحتكري بعض المواد التموينية ، .. ومعضلة ” الزيت” مثل غيرها من المعضلات غير القابلة للتصديق، بأسعارها النارية التي تؤخذ مرة على سعر الصرف ومرة أخرى على سلسلة التجار المستوردين يعني كل تاجر حلقة في عقد متصل وحتى تصل إلى الحلقة الأضعف (المواطن) تكون استنزفت إلى النفق الأخير ..لاتسأل حيال هذا – أنت المواطن – إن كان معنيونا نائمين أم يقظين لسلسلة السرقات التي يدفع ثمنها المواطن من صحته وقوت أولاده، ومافائدة ضبوط عارضة إذا كانت مستودعاتنا مليئة بالمواد الغذائية المحتكرة والتي ترسم كل ساعة بسعر جديد ..
لحظات الفرح البائسة التي تداهمنا على حين غرة أثناء نزول سعر الصرف أو بجملة القرارات التي تصدر بين الفينة والأخرى والتي فيها صالح المواطن هذه اللحظات سرعان مايخمد بريقها كونها لاتجد ترجمة حقيقية على الأرض إلى درجة أن المواطن فقد الثقة ولم يعد يعطي قيمة للضبوط والقرارات الاقتصادية كونها لاتشكل مركز ثقل حقيقي على الواقع المعيشي الصعب ، ولا تحصد ثمارها آنا ً..
لم يعد يكفي توصيف حال الكثير من التجار ووسمهم بضعاف النفوس ، فكل هذا لن يهز وجدانهم ويحيدهم عن مسلكهم المنحرف ولايكفي أن يتضامن المسؤول مع المواطن بأحاسيسه العميقة الغور ويترك التاجر يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب …
جملة معايير يجب الإمساك بتلاليبها أولها الرقابة وتطبيق القوانين والعقوبات الرادعة بحق المتلاعبين المحتكرين، نجاح القرارات بتطبيقها وتخفيض سعر الصرف لايصرف بالكلام ، ولن تعود الأسعار إلى موضعها “شبه الطبيعي ” إذا لم توضع الإصبع على الجرح لوقف النزيف وتضميد ما يمكن تضميده ..وإلا بقيت تلك التحسينات (النظرية) صرخة في وادٍ لا قرار له .
حلم شدود