أسعار الأعلاف خيالية… ارتفاع تكاليف الإنتاج ينعكس سلباً على المربي والمستهلك …مؤسسة الأعلاف : الارتفاع عالمي وليس محلياً
بادر أبو كنان ” مربي أبقار وأغنام ” بالحديث عن همومه واستيائه من ازدياد ضغوطات الحياة وصعوبة تأمين مستلزمات العمل ، معرباً عن امتعاضه من ارتفاع أسعار الأعلاف مؤخراً بشكل جنوني ، مما يجعل الكثير من المربين يفكرون بالعزوف عن تربية المواشي ومحاولة الاتجاه لأعمال أخرى … والسبب عدم قدرتهم على تحمل نفقات ارتفاع أسعار الأعلاف لمواشيهم من ” أبقار وأغنام وماعز” رغم أن ما يجنونه من وراء تربيتها هو مصدر رزقهم الوحيد في ظل الظروف المعيشية القاسية .
أصبحت مشكلة تأمين الأعلاف هماً يومياً يعيشه مربو الثروة الحيوانية وقد انعكس ازدياد أسعارها على بيع الحليب ومشتقاته ..
أبو فراس ” مربي أبقار ” قال : يتحكم تاجر الحليب الذي يقوم بجمعه من المربين من مختلف القرى بالسعر ، حيث يقوم بفرض السعر الذي يلائمه ليقوم ببيع الحليب إلى تجار المدينة بأسعار مرتفعة يحقق من خلالها ربحاً مضموناً ..
أبو موفق قال : نضطر لشراء الأعلاف من القطاع الخاص بأسعار مرتفعة نظراً لأن المقنن العلفي الذي يوزع عن طريق الجمعية الفلاحية ( من فرع المؤسسة العامة للأعلاف ) خلال الدورة العلفية لا يكفي سوى عدة أيام فقط ، علماً أن المؤسسة قامت برفع سعر العلف وبالمقابل ضاعف تجار القطاع الخاص أسعارهم .
فما العمل وكيف سيتدبر المربي أمره ؟ فهل من المعقول أن نشتري والكلام لأبو موفق كيس العلف بـ(60) ألف ليرة وهو لا يكفي سوى عدة أيام …
وكيف نستطيع تأمين مستلزمات العمل ولو بالحد الأدنى ،وهذا سينعكس سلباً على المستهلك بالتأكيد ،ولكن ليس باليد حيلة ؟!فهل سيتوقف المواطن عن شراء الحليب حتى تقوم الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات التي تضمن حقوق المربي ولا تظلم المستهلك ؟!!
عدم كفاية الإنتاج
مدير فرع مؤسسة الأعلاف في حمص المهندس عزام بركات قال :إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الأعلاف يعود إلى عدم كفاية الإنتاج المحلي لمعظم المواد العلفية والحاجة للاستيراد لتغطية الاحتياج وارتفاع أسعارها من مصادر الإنتاج والعقوبات الاقتصادية وما يترتب عليها من تكاليف شحن وإيصال للموانئ السورية ،وكله مرتبط بالقطع الأجنبي الذي يعاني من ارتفاع سعر الصرف بالسوق الموازية .
هامش ربح
وعن سؤالنا حول دعم الحكومة لأسعار العلف قال :تدعم الحكومة الأسعار من خلال تمويل المستوردات بالقطع بسعر المصرف المركزي شريطة تسليم 30% من الكمية للمؤسسة العامة للأعلاف بسعر التكلفة مضافاً إليه هامش ربح بسيط لتغطية نفقات الخزن والمبيع .
ارتفاع تكلفة الإنتاج
ورأى بركات أن سبب قيام المؤسسة برفع الأسعار يعود إلى ارتفاع السعر من مصادرها (معامل عصر الزيتون والمطاحن )نتيجة ارتفاع تكلفة إنتاجها.
أما أسعار المواد حالياً …نخالة (250)ألف ليرة للطن ،كسبة قطن (950)ألف للطن شعير (500)ألف للطن ،جاهز أبقار حلوب (600)ألف،ذرة صفراء مستوردة (600)ألف للطن منوهاً أن أسعار هذه المواد في القطاع الخاص مضاعفة مما يصعب على المربي تأمينها بالشكل المناسب .
وأوضح أن المقنن العلفي الممنوح يغطي جزء من احتياجات القطعان ويأتي بما يتناسب مع الأرصدة المتوفرة لدى المؤسسة العامة للأعلاف وتعداد الثروة الحيوانية في القطر .
دعم الاقتصاد الوطني
تواصلنا مع موفق زكريا نائب رئيس فرع اتحاد الفلاحين بحمص للحديث عن ارتفاع سعر الأعلاف فقال :إن رفع الأسعار سينعكس سلباً على المربي والمستهلك معاً فازدياد تكاليف الإنتاج تجبر المربي على رفع سعر الحليب ومشتقاته ،مما يشكل عبئاً على المواطن ، وفي حال عدم قيامه برفع السعر سيقع فريسة الخسارة..
وأضاف :نطالب بدعم قطاع الثروة الحيوانية كونه من القطاعات الهامة وذلك من خلال دعم أسعار الأعلاف للحفاظ على أسعار المنتجات الحيوانية بشكل يحقق الفائدة للمنتج والمستهلك معاً، حتى لا ينعكس سلباً على هذا القطاع الداعم للاقتصاد الوطني وذلك من خلال عزوف المربين عن تربية المواشي و في حال عدم وجود الحلول الداعمة لهم مما يؤدي إلى خفض أعداد الثروة الحيوانية بشكل كبير ..
وأضاف :إن القطاع الزراعي يساهم في 30 % من مجمل الاقتصاد الوطني و الإنتاج الحيواني يساهم بـ 37 %من القطاع الزراعي ، مما يستدعي تكريس الجهود وتضافرها من جميع الجهات المعنية لإعادة إنعاش هذا القطاع بما يعود بالفائدة المرجوة على المربي والمستهلك معاً .
بشرى عنقة