منذ عدة سنوات مضت انتشرت موضة تقليد الماركات العالمية سواء للألبسة أو الحقائب و الأحذية بهدف جذب الزبائن وتحقيق الربح المضاعف ، ولم يقتصر الأمر على هذه الأنواع الاستهلاكية بل تعداها ليصل إلى المنتجات الغذائية والمنظفات والعطور وغيرها .. فتعدد الشركات وتنوعها وضع المستهلك في دوامة الأفضل والأقل سعرا .. ليصبح أمر تقليد العلامات التجارية أمرا معروفا لدى جميع المستهلكين .. في ظل غياب الرقابة الحقيقية لردع هؤلاء الأشخاص الذين اعتبروا أنفسهم منافسين حقيقيين في السوق ، غير آبهين أو متقيدين بمعايير الجودة والسلامة مما يؤثر على الصناعة الوطنية, و يعرض المستهلك للغش وفرض أسعار غير حقيقية لقيمة المنتج ، إضافة لضياع جهد معامل أو شركات استطاعت أن تجد لنفسها اسما معروفا نالت فيه ثقة المستهلك خلال سنوات عديدة .. .
محاسبة قانونية
معين صاحب محل في شارع الحضارة أكد أن وجود العلامة التجارية ” الماركة” يخلق نوعاً من الثقة بين المستهلك والمنتج ، وهذا ما تحرص عليه كبرى الشركات والمعامل حفاظا على السمعة الجيدة, مشيرا أن أصحاب المعامل أكثر المتضررين لعدم قدرتهم على حماية ملكيتهم التجارية ، كون الشكاوى المقدمة بهذا الخصوص إلى مديرية حماية الملكية لا تفعل بشكل يحاسب من يقوم بسرقة العلامة التجارية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه ، مما سمح للكثيرين القيام بسرقة العلامة التجارية لعلمهم بعدم وجود محاسبة حقيقية …
شغف اقتناء الماركة
عبد الإله صاحب محل في شارع الحمرا أشار إلى تعرض المستهلكين لحالات غش وابتزاز بالسعر جراء انقيادهم وراء أسماء ماركات معروفة ويتضح في النهاية أنها علامات تجارية مقلدة ، منوها أن السيدات هن الضحايا الأهم في هذه العملية كونهن يحرصن على اقتناء الماركات ” ملابس – اكسسوار – مكياج – عطور وغيرها .. أكثر من الرجال .. حتى ولو كانت أسعار هذه المواد باهظة .. لقناعتهم بجودتها التي لا تقارن مع البضائع المحلية .
وأضاف : هناك شباب يحبون الموضة واقتناء كل ما هو جديد من الماركات المعروفة لكن إمكاناتهم المادية تحول دون مجاراتهم للموضة فيلجؤون إلى البحث عن منتجات مقلدة لمختلف البضائع حتى لا يتخلون عن الظهور واقتنائهم أشهر الماركات ..
ظاهرة موجودة
الكثير من السيدات اللواتي تحدثنا معهن قلن : ظاهرة التقليد موجودة في كل الدول تقريبا ، وندرك مخاطر استقدامها إلى بلدنا واستخدامها ولكننا نحرص على تفقد ما نشتريه … إضافة إلى أن أسعار المنتجات المقلدة من مختلف المواد أرخص من الماركة الحقيقية وتصاميمها متنوعة وتناسب كل الأذواق تقريبا ..
وأضافت إحداهن :تقليد العلامات التجارية ظاهرة موجودة منذ عشرات السنوات لكنها ازدادت خلال سنوات الحرب ، ما أدى إلى تراجع الصناعات المحلية ، وبرأيها أن ضعف الرقابة على المنتجات في الأسواق ,إضافة الى عدم القدرة على مجاراة ابتكارات الماركات المشهورة بشكل يقنع المستهلك وتعرضه للابتزاز من خلال تخفيض السعر على حساب الجودة أمرا في غاية السهولة ..
علما أن القانون نص على حماية حقوق مالك العلامة التجارية وقد أعطى القضاء الحق بفرض عقوبة على كل من أقدم على استعمال علامة فارقة تخص غيره بالسجن و غرامة مالية .خاصة مع تنوع أساليب تقليد وتزوير العلامات التجارية وتتبدل من منتج إلى آخر ومن ماركة إلى أخرى لتتجاوز اسم المنتج وتصل للشكل والسعر و حتى المواصفات الموجودة على العبوات وتصل غالباً إلى أن تكون نسخة طبق الأصل عن الماركة الأصلية كلياً إلا أنها فعلياً لا تحمل أقل مواصفات الجودة المطلوبة .
بشرى عنقة