ربما كان الصوت لأطفال يلعبون في الساحات العامة تسقط عليهم شمس نيسان حنونة دافئة بعد شتاء طويل، أولئك الذين حرموا أمنية اللعب في مدن الملاهي فأسعارها باتت صاروخية لاتناسب الحالة المادية لذويهم ، فساحات الحي ملاذهم الوحيد في تحدي العزلة بعد أن أغلقت المدارس أبوابها والتي كانت مفتاح تسليتهم الوحيد ليخلقون ضجة ومرحاً في الأحياء الهادئة التي تمتد حولهم وكأنها ترحب بهم… أو ربما كان الصوت لأنين الأهالي الذين لم تمطر عليهم السماء بشكل كاف ليقتاتوا من خيرات الأرض بعد أن حلقت أسعار اللحوم كافة فاختفت عن موائدهم لتحل محلها الخضراوات حتى باتوا يحسون باللهيب وهم يجوبون الأسواق حاملين نقودهم القليلة التي تتأرجح في أيديهم خجلى حين يحاولون الاقتراب لشراء مادة ما ، القلق المبهم خيم بقوة وانغرز في صميم حياتهم فالتهم ليلهم ونهارهم ، لضياع مفتاح الأمل في تخفيض الأسعار فأصبحت مشترياتهم أكثر جمودا ً من الصقيع ..
يمنون النفس بآمال وأحوال ربما تعيد لحياتهم رونقها وبهجتها المعهودين بعد أن حاصرهم الضيق المادي وغلاء المعيشة وصعوبة الحياة ، ومازالوا يبحثون عن جواب شاف يسعون إليه محاولين تخطي السنين الصعبة .
عفاف حلاس