نقطة على السطر… مشاهد من قلب الواقع…

أكثر ما يؤلمك هو مشاهد لرجال وأطفال ونساء وفتيات وفتيان يقفون لساعات طويلة في حي الوعر ( وغيره من الأحياء) بحثاً عن “سرفيس”يوصلهم إلى مكان عملهم أو لقضاء بعض الأعمال في مركز المدينة ،ترى وجوهاً مكفهرة كون الكثيرون منهم لا يتمكنون من استئجار “تكسي” لغلاء أجرتها فيختارون الانتظار رغماً عنهم،ومن لديه القدرة على المشي من الشباب يمضي متسارعاً مشياً على الأقدام إلى هدفه ليصل متأخراً متلقياً الإنذارات المتكررة من رؤسائهم في العمل ,وإن قيض لك أن تجد سرفيساً على خط الوعر يحاول السائق إنزالك في منتصف الطريق عند الساعة الجديدة ليتيح لنفسه عدداً أكبر من الركاب الجدد لاقتناص أجرة جديدة ،وإن سألت أحد هؤلاء السائقين عن السبب يقول لك بفم ملآن” دبر راسك ،هذا آخر موقف “ويرمون السبب في ذلك كله على “قلة المازوت”الذي يحلق في السوق السوداء..

ومما زاد الطين بلة باص النقل الداخلي إذ تقاضى بالأمس من الركاب أجراً مضاعفاً لقاء إيصالهم إلى الوعر.

والمواطن “من إيدك هاي لإيدك هاي”..عاينت ذلك بنفسي ولم تكذب عيني التعابير إذ بتنا مثل دونكيشوت في رحلة حياتنا المستمرة إذ لا نحصد إلاّ الخيبات هي حال الكثيرين مع المواصلات اليوم بشكل عام والوعر بشكل خاص والتي انقلبت بهم الظروف نتيجة حالة اقتصادية سببتها تلك الحرب الشعواء على بلدنا والتي جعلت أشياء كثيرة تنسل من بين أيدينا وتتركنا للعناء والشقاء وقلة الحيلة ،وهي تعبر عن مشكلة قائمة ،فغول النقص وصعوبة الحصول على حاجاتنا ، لا يبرر للبعض تغليب المنفعة الشخصية على حساب المجموعة والذي يتضرر منها أكثر المواطن..

    عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار