أوقات جميلة وسويعات قليلة نقتطفها من يومنا لنقضيها مع فلذات أكبادنا في لهو ومرح .. ولكن قد يغدرنا الوقت وتسرقنا المهام الملقاة على عاتقنا فتجعلنا مشتتين ما بين مسؤولياتنا وتسلية أولادنا – خاصة الأطفال الصغار – ولذلك تحاول الكثير من الأمهات إلهاء الأطفال عنها لتقوم بمهام المنزل وغيرها ويعد التلفاز ببرامج الأطفال التي يقدمها خير مسل للطفل فهو قد يلهي الطفل عن أمه لوقت قد يتجاوز ساعات من النهار ..
ولهذا الأمر ايجابيات وسلبيات كما تعترف الكثير من الأمهات ولكن كما يقلن : ” ما باليد حيلة ..”
نسرين أم لثلاثة أطفال قالت : تتراكم المسؤوليات المنزلية خاصة على المرأة العاملة ولذلك ما إن تعود إلى المنزل حتى تحاول أن تستدرك النقص في الواجبات والأكثر إلحاحاً هي طلبات الأطفال ولا ينتهي الأمر عند ذلك فالطفل يحاول أن يشغل أمه بأي شيء حتى لو لبت جميع طلباته ولذلك – بالنسبة لي – فانا أفتح التلفاز على المحطات الخاصة بالأطفال (صور متحركة )وبذلك أشغلهم عني فترة من الزمن .. ولكن لا أهملهم كل الوقت ولا أجعلهم أسرى لهذه البرامج .
خولة – ربة منزل قالت : كنت أثبت ابنتي ذات الأربع سنوات أمام برامج الأطفال وأنا سعيدة أنها تستكين وتهدأ وتخفُّ طلباتها لفترة معينة ولكني اكتشفت أنها أصبحت لا تشعر بوجود أي شيء حولها بل أصبحت لا ترد علي عندما أناديها ولذلك بدأت أغير هذه العادة شيئاً فشيئاً وأقضي معها وقتاً أطول .
ايجابيات وسلبيات
فاتن محمد – مرشدة نفسية قالت : للتلفزيون بشكل عام ولبرامج الأطفال بشكل خاص سلبيات وايجابيات وذلك بحسب الوقت الذي يقضيه الطفل أمام التلفاز وبحسب نوعية البرامج المقدمة وبحسب عمر الطفل ومدى استيعابه لتلك البرامج .. فكثيراً ما كنا نسمع عن حوادث مؤسفة نتيجة تقليد بعض الحركات الصادرة عن أبطال برامج الأطفال ولذلك على الآباء قبل ترك أطفالهم أمام هذا الجهاز أن يختاروا البرامج المناسبة لعمر الطفل وأن يحددوا وقتاً لا يزيد ويتعدى إلى نشاطات أخرى ..وكذلك يجب على الأم ألا تعتبر برامج الأطفال تعويضاً عن وجودها بل على العكس يجب أن تبقى مع الطفل في هذه الفترة وتتابع معه البرامج وتشرح له الأشياء التي لا يمكن أن يستوعبها أيضاً فالخيال الذي يقدم عبر الرسوم المتحركة لا يمكن أن يستوعبه عقل فكيف بالطفل الصغير .
برامج ممنهجة
السيد محمود علان مدير مدرسة قال : في أيامنا كانت تقدم لنا برامج الأطفال لمدة ساعة عبر محطة واحدة أما اليوم فهناك العديد من المحطات والتي تقدم برامج للأطفال على مدار 24 ساعة ولكن الأخطر أن كل محطة تقدم البرامج بما يوافق توجهاتها وسياستها فهناك محطات تغير ” دوبلاج ” الفيلم الكرتوني وتقدم ” دوبلاج ” للطفل المتابع وهو يوافق أفكارها بغض النظر إن كانت جيدة أو سيئة .
خبراء الطفولة لا ينظرون إلى الأمر من الجانب الإيجابي، الذي يرضي الأم، ويريحها، بل يحذرون من الانعكاسات السلبية التي لها تأثيرها القوي وغير المباشر خصوصا، حين يتعلق الأمر بالأفلام الكرتونية، التي تحتوي على مشاهد عنف تؤثر سلبا على الطفل، مؤكدين أن ذلك العنف أصبح بمثابة “رسالة” في تلك البرامج، ما يساهم في توجيه خيال الطفل إلى عالم العنف ، ويأخذه بعيدا عن القيم التربوية والإنسانية المهمة، التي ينبغي أن تزرع فيه، خلال فترة الطفولة..
ويقصد هنا عدد من الأفلام، التي اكتسبت شهرة واسعة، وعرفت إقبالا منقطع النظير، رغم أنها لا تحمل أي رسالة تثقيفية أو تربوية، كما هو مفترض في البرامج الخاصة بالأطفال، بل هي في أغلبيتها- خاصة الأجنبية منها- تنطوي على مشاهد عنف، يجد فيها الأطفال “متنفسا” لتفريغ انفعالاتهم..
منار الناعمة