هل أنت مطمئنا دائما…؟؟؟ هل تعمل العمل الذي تحبه بلا تعب أو ملل بل متعة في كل ثانية ..؟ هل تحبّ كل الناس حتى السيئين منهم تحاكم بعقلك أنّ ظروفهم السّبب…و هم في الداخل أكثر طيبة ؟؟ هل تتفاعل مع الطبيعة وتشعر بجمالها في كل الفصول ؟؟ هل تحبّ الأطفال وتحاول اللعب معهم بسعادة ؟؟ هل تشعر أنّ جسدك الكهل لا يعيقك عن تنفيذ ما تطلبه روحك الشابة التي لا تشيخ من شغف وسعادة ؟؟ هل توقفت عن إطلاق الأحكام على الآخرين ؟ إذا أنت ذو روح نشيطة فعّالة .
المعادلة ببساطة هي جسد = روح وهي تماما وفي كلّ ثانية من عمرك يجب أن تكون متوازنة .. حتى تجعلك مستقراً وليس سعيدا ستقول لي ولكن ما الفرق ؟ أقول .. الفرق أن السّعادة هي لحظة استقرار وفرح تمتد أحيانا أيام ولكنّها تزول بزوال السّبب أما الشغف والسعادة الحقيقية لا تزول أبدا وهي هنا بسبب التوازن بين هذه المعادلة .. وهنا يأتي السؤال كيف أغذيّ روحي حتى أكون محبا مستقرا مطمئنا طوال الوقت .
تعطي الاستبيانات التي قام بها أكثر من فريق عالمي أنّ أكثر عمليات الانتحار تكون في البلدان الأكثر غناً ورفاهية ويكون المنتحر أحيانا يعيش حياة يحلم بها كلّ من حوله من رفاهية ورحلات وقضاء وقت طيب مع الأصدقاء و..و…و.. ولكن ماذا عن روحه هل هي هناك في أضلاعه تقبع خائفة وغير مطمئنة طوال الوقت …؟ لعلّ الأمر كذلك إذاً ببساطة هو قام بتغذية الجسد وترفيه الجسد على حساب الروح التي نسيها والصحيح أن يسيران جنبا إلى جنب فلا تقل لي اتركني أعيش الرفاهية ومن ثمّ أبحث عن روحي ؟؟ هذا اكبر خطأ أن نؤجل الروح التي نقضي عليها عاجلا أم آجلا بدون انتباه وهنا تسارع لتقول لي ..كيف أغذي روحي ؟؟ هناك الكثير والكثير .. منها التمسك بالأخلاق الفاضلة من محبة ومساعدة الغير والابتعاد عن المحرمات وبالفضائل.. وهناك من يدرس علم الطاقة ليعرف تماما كيف يشحن روحه … ونحن أحوج ما نكون بهذا الزمن الصعب لشحن أرواحنا بسبب الضغط الذي تسقطه عليها الحياة المعاصرة السريعة والآخرين وطريقة سجننا بأفكارهم التي يريدوننا أن نتبناها وإلا صرنا أعداء لهم … والحروب والفقد الذي يهزّ هذه الروح … لا تقل لي يجب أن أؤمن حاجياتي الجسدية والأمان ثم أبحث عن غذاء لروحي… أقول لك إن الجسد والروح لا ينفصلان والأساس هي الروح بمعنى إذا اشتغلت عليها أولا ستعيش مرفه جسديا بتعب لا يتجاوز ٥ % من الركض الذي تقوم به وأنت تبحث عن المال لترفيه جسدك ..وهنا ما يفسّر كيف الإنسان الناجح بمجال ما تنهال عليه العروض وهو في قمّة الرّاحة وتأتي إليه الأموال بدون أدنى جهد هو فقط اشتغل بفضيلة و أخلاق أعطى عمله حقّه نجح بمجاله وبسهولة ويسر كبيرين . ومن هنا يقول لك علماء الطاقة إذا كنت غير مرتاح بعملك أو تشعر بإجهاد ابحث عن عمل يعطيك سعادة ومتعة عندها سيرفعك وسوف تنجح .
ولن ننسى أننا كبشر مرتبطين مع بعض وأنّ أي مساعدة للآخر هي مساعدة لروحنا التي ترتبط بكلّ إنسان على وجه الأرض والقاعدة تقول أي إزعاج قمت به بحق أخيك الإنسان سيؤذي روحك ولن ترتاح مهما امتلكت من أموال طائلة ..وخاصة أرواح هؤلاء الذين يرتبطون معك بالحبل الأثيري أي أهلك وأقرباءك . فلنحب أقربائنا وكلّ النّاس ونجعل المساعدة هي أسلوب حياة ولنترك أرواحنا تتلقى طاقة الإحساس الرائع الذي وصلنا منهم فهذا هو غذاء الروح .
عفاف خليل