نقطة على السطر … رسائل متأخرة …

الحد من التجاوزات و الفوضى و كل مظاهر الاتجار غير المشروع بالمادة هو الهدف الأسمى لقرار توزيع مادة البنزين على البطاقة الذكية هذه المادة التي رمت بحملها الثقيل مؤخراً ضمن دوامة الانتظار و الترقب إلى جانب مادتي الغاز المنزلي و المواد التموينية.

و قبل أن تتاح الفرصة لفهم أي قرار و إزالة الغموض و الالتباس عنه فإن المتغيرات الجديدة تدفع بالمواطن للخلف و ليس للأمام و تسقطه في بئر القلق النابع أصلا من معاناته المتفاقمة في  الحصول على مستحقاته التموينية و انتظاره سبعين يوماً للحصول على أسطوانة غاز لا تكفيه شهراً و أمور معيشية ضاغطة أخرى تبدأ بلقمة الخبز المحددة بشروط و قيود  خاصة تقنن عدد  الأرغفة بعدد أفراد العائلة وقسمة ما خلق الله بها من سلطان,مجاراة التكنولوجيا تفرض ذاتها والتغريد مع السرب ضرورة حضارية لكن ما نشاهده في عالمنا الصغير وواقعنا أن عجلة التكنولوجيا بدل أن تريح  المواطن فإنها تطحنه وتكبله وتزيد في تعاسته والسبب بالطبع ، انعدام حس المسؤولية بآدمية هذا المواطن بما يحمله من أوجاع جسدية ونفسية و ضغوط معيشية إضافة لانعدام التنسيق وتفشي الفساد و ثقافة “كل واحد يده له” كل هذا حرف البطاقة الذكية عن جوهرها الحضاري والإنساني ، فما يحصل مثلاً أثناء توزيع المواد التموينية عن طريق  السيارات الجوالة مقيتاً ومقرفاً وسيناريو الذل والذي كنت شاهدة عليه لمرات عديدة يندى له الجبين ، تدافش ، عراك ، ضرب وتشابك بالأيدي وحالات إغماء بين نسوة كبار سن تخال نفسك  تشاهد فيلم رعب ، تحضر عناصر الشرطة ، و الباقي ليس أفضل مما سبق يعني موتاً على البطيء وهذا السلوك المتبع من قبل المؤسسة المعنية بتوزيع المادة في النفس الأخير من المدة المحددة عن طريق السيارات الجوالة سلوك خاطىء  لأن التزاحم والتقاتل وتقاذف الألفاظ النابية يدخلك عالم الهمجية والبهيمية لا  الآدمية والإنسانية …؟!..

وتوزيع البنزين على البطاقة الذكية نتمنى ألا يكون نسخة عما سبق ، خاصة وأن هناك كازيات  مشهود لها  بالأمانة ومخصصاتها أوفر وكازيات مشهود لها بالتلاعب بالكميات وقلة المخصصات ، يعني الزحمة  ستكون حليف الأولى بالطبع ،.. إضافة  لشجون أخرى تتعلق ببيانات تم اشتراطها لكل آلية تستحق  الدعم و التأكد من تفعيل البطاقة الالكترونية ومحاولة النقل من كازية إلى أخرى كل هذا خلق ازدحاماً على أبواب نوافذ ” تكامل “..

كل ما يحتاجه المواطن هو وجه طري يستدير إليه ويقول له أمورك بخير وأمان كي يدع القلق جانباً ويركن ريثما يحين دوره ..

فالواقع أليم ولا يكفي من جهاتنا الرقابية أن تشاطرنا همومنا وشجوننا بقرارات فيها الصالح العام إذا لم تكن الرقيب الفاعل والحسيب الرادع والعين الساهرة على الأرض تحفظ كرامة المواطن وتضع الحصان أمام العربة لا خلفها .. أخلاقيات نتمنى أن تتجسد واقعاً قائماً…

حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار