تتركز مهام الطب الشرعي في حمص على فحص الجسم البشري للوفيات والأحياء و يتبع للهيئة العامة للطب الشرعي بدمشق والتي تتبع بدورها لوزارة الصحة .
في لقاء مع الدكتور بسام محمد رئيس المركز أفادنا أن الطب الشرعي يقوم على فحص الوفيات بنسبة 10% ولديه مجالات أخرى حيث يعتقد العامة أن الطب الشرعي ينحصر عمله بالجثث فقط .
وفي هذا المجال تحديداً نقوم بالكشف على الجثث بوفيات غير طبيعية أو مشبوهة أو غير متوقعة, فالعمل يشمل حوادث السير والسقوط ، والقتل ، والانتحار ، والهدف من ذلك تحديد سبب الوفاة وزمنها ،وبالتالي تحديد الشكل الطبي الشرعي للوفاة إن كانت جنائية أو عرضية أم انتحاراً وبذلك يستطيع القضاء استكمال التحقيقات اللازمة .
وأضاف : من ضمن ملف الوفيات يندرج ملف الجثث مجهولة الهوية أو الكشف عن الرفات العظمية للجثث المجهولة وهنا نقوم بكافة الإجراءات والفحوصات التي توفر الإمكانيات للتعرف على صاحب هذه الجثة كفحص الثياب ومحتوياتها وتوصيف الجثة والتقاط الصور وأخذ العينات اللازمة بما فيها العينات اللازمة لتحديد البصمة الوراثية ( DNA )
وتابع : تتم دراسة الرفات العظمية في مركز الطب الشرعي لفصلها عن بعضها البعض إن كانت مختلطة, أما التعرف عليها يكون من خلال تحديد الجنس والعمر وإن أمكن تحديد سبب الوفاة ،وبالتالي يمكن مقارنة هذه البيانات مع بيانات الأشخاص المفقودين الذين تم الإخبار عنهم وتقديم المعلومات اللازمة .
وحول الشق الثاني وهو المتعلق بالأحياء أوضح رئيس المركز أن فحص الأحياء يكون من الناحية الصحية للوقوف على طبيعة الأذيات التي يتعرض لها الأشخاص من كدمات وسحجات وتحديد المدة اللازمة للشفاء والتوقف أو التعطيل عن العمل وتحديد نسبة العجز الناتجة عن هذه الإصابات وهذا يشمل حوادث السير – إصابات العمل – السقوط من ارتفاع شاهق – المشاجرات أو الاعتداءات .
وأوضح : هناك جانب آخر من العمل يتطلب الكشف على الأشخاص المكتومين وبعض الحالات الخاصة تكشف عن احتمالية وقوع اعتداء جنسي وهناك ملفات خاصة للكشف عن الأطفال المعتدى عليهم أو متلازمة الطفل المضطهد الذي يتعرض للضرب والتعذيب من قبل القائمين على تربيته أو العناية به وهي حالات تحتاج إلى خبرة لأن الطفل المسعف يخبر الكادر الطبي في المشفى بقصص غير دقيقة ولكن الفحص الدقيق يظهر أن الطفل يتعرض للضرب ومن الضروري الكشف على هذه الحالات كي لا يتعرض للمزيد من الاعتداء .
هذا بالنسبة للملفات التقليدية أما باقي المهام التي يقوم بها المركز فهناك أعمالاً غير تقليدية تتمثل في حماية المجتمع وذلك من خلال رصد الأسباب المرضية والظواهر الصحية غير الطبيعية ذات الطابع الجرمي , كما له دور بحماية المرأة من العنف والرعاية للناجيات من الاعتداء الجنسي.
والطب الشرعي له علاقة بالملفات التأمينية /التأمين على الحياة / فمؤسسة التأمين لا تعطى التعويضات إلا بعد رأي الطب الشرعي.
وبالنسبة للحرب التي تعرضت لها البلاد ودور المركز فيها أكد أن من مهام الطب الشرعي هي توثيق جرائم الحرب ، فقد قام المركز بتوثيق آلية استهداف البشر من قبل الإرهابيين وأنواع الأسلحة غير التقليدية التي استخدمت وهذه الوثائق يمكن استخدامها لرفع دعاوى قضائية .
و أكد في ختام حديثه أن مركز الطب الشرعي كأي مركز حكومي يقدم الخدمات مجانية ولكن أحياناً ينتقل الطبيب الشرعي إلى أماكن الفحص وهنا تكون على نفقة الجهة المستفيدة والتي تريد تحريك الدعوى القضائية .
ومن الصعوبات التي تعترض العمل قلة المستلزمات المتعلقة بفحص الأحياء وعدم وجود مشرحة خاصة ويتم الاستعانة بمشرحة المشفى العسكري … و هناك وعود ببناء مشرحة بالتعاون مع المنظمات الدولية ومديرية الصحة.
العروبة – منار الناعمة