تتسارع الشهور وتتوالى الأيام ليأتي فصل الصيف محملا ً بالأعياد ، يتهيأ الناس لصنع الحلويات وشراء ألبسة الأطفال، لكن عسر الحال يقف لهم بالمرصاد فباتوا يشعرون بالحرج أمام أطفالهم ويتنازلون عن متطلباتهم ليعود الراتب سالما ً حتى نهاية الشهر، فيغلقون الستار على بعض المشتريات التي لم يعد بينهم وبينها ألفة ومحبة ، لتصبح مصاريفهم بدائية توقف طموحهم بما تيسر من ألبسة شعبية وحلويات خفيفة خالية من المكسرات وما شابهها من مواد مرتفعة السعر، فالسوق اليوم بات حوتا ً يبتلع أحلام وأماني المواطن نظرا ً لانتشار وازدياد الجشع رغم القوانين الصارمة التي صدرت منذ مدة ، فهم مازالوا يحاولون اقتناص الفرص للربح المريب ..
محاربة الفساد يتطلب عملا ً وطنيا ً دؤوبا ً ومراقبة شديدة للقضاء على فساد المفسدين وجشع المتاجرين بلقمة العيش يشارك به الجميع وفق مقتضيات المصلحة العامة والحاجة الفعلية من خلال وضع إصبع الاتهام في عيون المتسبب في اغتيال فرحة المواطن ويساهم في زيادة الخلل في السوق وتقلباته الخارجة عن إطار المعقول والاستيعاب ..
كل ذلك تم لحظه من خلال رحلة تسوقنا المقتصرة على الضروريات وترك المكملات ، نفاجأ فيها بأن بعض التجار لم يستطيعوا الخروج من جلودهم وعند مواجهتهم بسعر السلعة اللامعقول يتنازلون قليلا ً عن السعر المطلوب من قبلهم مما يدل دلالة صريحة على أن الارتفاع من صنع التاجر نفسه ..
الإجراءات الرادعة بحاجة لإرادة واعية من قبل المواطن ونوايا صافية يعمل بها عناصر حماية المستهلك تغلب مصلحة المستهلك وتنقذه من تجربة مريرة عاشها سنين طوال ….
عفاف حلاس