على أعتاب الامتحان ، تتناوبك الهموم كبركان ، تطلب من ابنك الطالب الإمساك بالزمام ، وتحصين جبهته للوصول إلى بر الأمان ، لأنه وفق القول “في الامتحان يكرم المرء أو يهان ” .. فكل مادة حصن منيع وتحتاج لغزوة فيها ضبط للنفس وتفكير بإمعان والاتكال على جبهة فرعية قد يورطك بالنسيان ويجعلك تخلط الحنطة مع الزيوان ، فرجاء عدم التهور وضرورة الالتزام واستيعاب المطلوب بقدر من الفهم والدقة والاحتكام ، فالفاتورة باهظة وتكلفة الفشل لا تقدر بأثمان ، فمن جد وجد ونتيجته ترضي الأنام ..
يأتي الامتحان وعيون الأهل لا تعرف النوم والاطمئنان ، قلق ، توتر ، وأضغاث أحلام ، وكأنهم الممتحنون وليس أبناؤهم الكرام ، وفوق الموت عصة قبر، دروس خصوصية لا تعرف محدود دخل ولا كيف يرتب الأهل حساب شرب وأكل ، ومن أين سيأتون بأجر لا يتحمله قصير أو طويل أجل ..
فلا منطق ولا حدود تقيد المدرس الخصوصي بكم مادي محدود وتعاقب المتجاوزين بعقوبة يندى لها الجبين بما يشبه عقوبة السماسرة والمخالفين غير المتفاعلين مع القرارات والقوانين ..
فالدروس الخصوصية تفتقد لمرجعية ، وتعاني من انفلات وأخذ وهات ، وباتت تجارة رائجة تستنزف الجيوب وتوجع القلوب ،والقائمون على العملية التربوية تحولوا إلى أعزاء مشاهدين ، صامتين إذن من عجين وأخرى من طين، فالموضوع بات مكروراً ممجوجاً فنحن لسنا بالشكوى والتذمر مولعين، لكنها صرخة في واد علّ المربين يكونون من السامعين ، ويضعون الدواء على إصبع المجروحين .. ودمتم بخير أعزائي المشاهدين .
حلم شدود