المشهد كان أبلغ تعبيراً ، جموع غفيرة من السوريين في الخارج ممن غادروا سورية ولم تغادرهم ، تهافتوا على صناديق الاقتراع ليعبروا عن إرادتهم الوطنية و ليساهموا في صنع القرار الوطني السوري السيادي دون إملاءات خارجية …فللوفاء طريق يعرفه كل مخلص لتراب سورية .. لم يجزعوا رغم المعوقات ، رغم التهديد ووعيد ضعاف نفوس عملاء مأجورين ، ورغم نعيق البوم الصادر عن قنوات التضليل والتشويش والتحريض .. جاء صوتهم قوياً ، مدوياً بوجه من أراد الخراب لسورية . وتفتيت صفوفها وتمزيق نسيجها ،.. عبروا عن اعتزازهم وفخرهم ببلدهم سورية فكان وقع خطواتهم هداراً ، أطاح بكل حسابات المتآمرين المعتدين الذين راهنوا على سقوط سورية والدخول من البوابة الأوسع واقتسام الكعكة … الصورة هزمت أعداء سورية و أزالت الغشاوة عن عيونهم المتعامية عن حقيقة أن السوريين أقوياء في الداخل والخارج وقوتهم في تماسكهم وثوابتهم الوطنية والأخلاقية تأبى الركوع والانصياع والانجرار وراء المعتدين.
نشوة الانتصار هي من استقدمت السوريين من كل بقاع العالم إلى صناديق الاقتراع ليقولوا كلمتهم : سوياً كنا وسوياً سنبقى ، سنكمل الطريق معاً ، على النهج ذاته ، طريق العزة والكرامة طريقنا ، قرارنا السياسي نصنعه بأنفسنا استحقاقنا قوة وانتصار لإرادتنا الوطنية ، ولمصير بلدنا سورية الحضارة والتاريخ .
عشر سنوات دم وتجويع وحصار اقتصادي ، دفعنا ثمناً باهظاً ، الشعب السوري لم يخنع ولم يركع والمراهنة على السوريين في الخارج خسرت والمشهد فقأ عيونهم …. وعي السوريين أفشلهم ، وسنتابع رحلة التحدي ومسير الإخلاص ، سندلي بأصواتنا وسنقول كلمتنا بعقول مستنيرة تستشرف مستقبل سورية التاريخ والحضارة .
حلم شدود