بكل فخر و عزة و إباء توافدت جموع السوريين المغتربين في كل أرجاء العالم للإدلاء بأصواتهم عربون وفاء و محبة للوطن الغالي تدفعهم حمية متوقدة و شجاعة نادرة واجهوا بها بعض الحاقدين و الموتورين قطعوا المسافات الطويلة للوصول إلى سفارات بلادهم – سورية الأبية – اجتازوا الخطوط الحمراء التي فرضت عليهم لمنعهم من المشاركة في الانتخابات كل ذلك في سبيل غاية شريفة جليلة تعود خلالها الحياة إلى جمالها و عبيرها و زخرفها و ليرفعوا هاماتهم و رؤوسهم التي لم تنحن يوما لعدو غاشم يسعى دائما و أبدا لخدمة مصالحه و تحقيق مطالبه و استراتيجياته الطويلة الأمد من خلال القفز على القرارات الشرعية ممتهنين حقوق الإنسان محاولين هدرها في لحظة شر .. لكن دماء شهدائنا الأبرار المعطرة بالوفاء و التي جابهت مشاريعهم الإجرامية لم تذهب سدى بل أحدثت نقلة شاملة و نقطة تحول نشهدها من خلال مواقف السوريين المشرفة حافظوا على العهد و تابعوا مسيرة التضحيات تجلى المشهد أمام ناظرينا على شاشات التلفزة واضعين نصب أعينهم آمالا يطمحون لتحقيقها على أرض الوجود ليحصل لهم النصر و الثبات و يتابعون العمل المطرد من أجل الارتقاء بالوطن و الوصول إلى القمة المثالية المتناسبة مع ظروف البلد متعاونين جميعا شعباً و قيادة حكيمة فنحن اليوم أحوج ما نكون إلى العمل و الأمل فلولا الأمل لبطل العمل إذ المرحلة التي نعيشها اليوم قد زجت في اتونها فرسانا وضعوا نصب أعينهم أولويات كثيرة يطمحون إلى تحقيقها كان أولها إغلاق نوافذ و كوى كثيرة للإرهاب الذي تحول اليوم إلى وهم سديم و آخرها السعي الحثيث لتحقيق حياة معيشية لائقة يستحقها الشعب السوري الذي ساهم في تحرير الأرض و حماية العرض و أقال عثرات الماضي بصبره على من حاول اصطياد لقمته و محاربته اقتصاديا أولئك الذين لم تحرك ضمائرهم صرخة طفل أو دمعة ثكلى أو تأوهات شيخ كبير طاعن في السن هي أفكار يانعة تعد البذرة التي نزرعها اليوم في الداخل و الخارج علّ الأيام تمطرها بعقول المخلصين حتى تؤتي ثمارها و ترى النور مترجمة على ارض الواقع ..
عفاف حلاس